"إلموندو": تحركات المغرب لضبط الهجرة السرية "غير مسبوقة"

الصحراء المغربية
الإثنين 28 يوليوز 2025 - 12:18

في تقرير حديث نشرته صحيفة "إلموندو" الإسبانية، وهي واحدة من أبرز وأوسع الصحف انتشارا في إسبانيا وأوروبا، أثنت الصحيفة بشكل صريح على التعاون المغربي في مجال ضبط الهجرة غير النظامية، مشيدة بما وصفته بـ"انتشار أمني غير مسبوق" نفذته السلطات المغربية على المشارف البحرية مع مدينة سبتة المحتلة.

وتكتسب إشادة "إلموندو" أهميتها من كونها صادرة عن مصدر إعلامي مرموق ومعروف بدقة تغطيته للقضايا الأمنية والهجرة، مما يعكس مستوى الاحترام الدولي للإجراءات المغربية في هذا المجال الحساس.
وأوردت الصحيفة أن المغرب نشر، منذ ليلة السبت، تشكيلة أمنية بحرية متقدمة شملت تسع وحدات من الزوارق والدوريات، منها زوارق تابعة للبحرية الملكية والدرك الملكي، إلى جانب زوارق سريعة وخفيفة تجوب باستمرار سواحل سبتة لمنع محاولات العبور السري.
وأكدت مصادر من الحرس المدني الإسباني لـإلموندو أن جميع محاولات العبور خلال تلك الليلة تم إحباطها بنجاح من قبل الدوريات المغربية، مشيدة بـ"التعاون الكامل" بين الجانبين المغربي والإسباني في مجال مراقبة الحدود. وأبرزت الصحيفة أن هذا التنسيق الأمني الثنائي ساهم في الحد من الضغط الهجروي المتزايد الذي تعاني منه المدينة، لا سيما بعد أن سجلت، خلال الأيام الماضية، محاولات جماعية ضمت عشرات القاصرين والشباب.

وشهد صباح الأحد استمرار التوتر، رغم الضباب الكثيف الذي خيم على المنطقة، حيث واصلت القوات المغربية مراقبتها الصارمة للشريط الساحلي المحاذي لسبتة. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات المغربية أبدت يقظة ميدانية عالية، حيث تدخل أحد عناصر الدرك شخصيًا لوقف قاصر مغربي كان قد اقترب بشكل خطير من الحاجز البحري.
وفي حادثة أخرى، تمكن ثلاثة شبان مغاربة من الوصول إلى سواحل سبتة، إلا أن قوات الحرس المدني الإسباني قامت باعتراضهم، وبعد تدخل الصليب الأحمر وإخضاعهم للفحص الطبي، تمت إعادتهم إلى المغرب في إطار بروتوكول التعاون المعمول به بين البلدين.

من جهتها، اعتبرت الصحيفة أن الدور المغربي "حاسِم" في منع تفاقم الضغط على نظام الاستقبال الإسباني، خاصة في ظل محدودية الطاقة الاستيعابية بمراكز إيواء القاصرين في سبتة، والتي تؤوي حاليا قرابة 600 قاصر في حين أن طاقتها الرسمية لا تتجاوز 132 سريرا.

ورغم اعتراف السلطات المحلية في سبتة بالأثر الإيجابي لهذا التعاون، إلا أنها طالبت الحكومة المركزية الإسبانية باتخاذ تدابير طارئة ودائمة للتعامل مع الظاهرة، من خلال دعم مالي إضافي، وتوزيع فوري ومتوازن للقاصرين على باقي الأقاليم الإسبانية.

وبينما تستمر الضغوط على الجانب الإسباني، أكدت "إلموندو" في ختام تقريرها أن الاستراتيجية المغربية القائمة على الانتشار الوقائي والردع البحري تمثل عنصرا محوريا في استقرار الوضع، داعية إلى تعزيز هذا التعاون الثنائي بما يخدم مصالح البلدين ويُكرّس جهود ضبط الهجرة في إطار من المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة.

هذا التقدير الصريح للدور المغربي، كما تعكسه صحيفة إسبانية مرموقة، يؤكد مكانة المغرب كشريك موثوق في ملفات الأمن والهجرة، ويبرز تطور قدراته في إدارة الظواهر العابرة للحدود بطريقة متوازنة تحترم حقوق الإنسان وتراعي الاستقرار الإقليمي.




تابعونا على فيسبوك