تسهيلات إدارية جديدة تهم الجالية المغربية في إسبانيا أعلنت عنها، أخيرا، المديرية العامة للمرور الإسبانية (DGT) تتجلى في إطلاق نظام رقمي جديد يسمح لآلاف المغاربة بالحصول على رخصة السياقة الإسبانية دون اجتياز أي امتحان أو حجز موعد مسبق.
القرار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ أكتوبر 2025، يشمل المقيمين في إسبانيا من الدول التي تربطها اتفاقيات ثنائية مع مدريد، وعلى رأسها المغرب، ويهدف إلى تبسيط المساطر الإدارية وتخفيف الضغط على مكاتب المرور الإسبانية.
ما الذي تغير؟
في السابق، كان المغاربة الراغبون في استبدال رخصة السياقة المغربية بنظيرتها الإسبانية مضطرين إلى انتظار مواعيد طويلة لإجراء مقابلات وفحوصات، في ظل الاكتظاظ الشديد الذي تعرفه الإدارات الإسبانية.
أما اليوم، فبفضل المنصة الرقمية الجديدة للـDGT، يمكن البدء في العملية عن بُعد عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى أي امتحان، مع الاكتفاء بزيارة قصيرة لمكتب المرور لتسليم الرخصة الأصلية واستلام ترخيص مؤقت إلى حين التوصل بالبطاقة النهائية عبر البريد.
الخطوة تُسهم في تسريع الإجراءات وتقليص فترات الانتظار التي كانت تمتد لأسابيع أو حتى أشهر. وتؤكد السلطات الإسبانية أن العملية لا تعني التخلي عن المراقبة، إذ يتم التحقق إلكترونيا من صحة الرخصة مع الجهة المغربية المعنية، قبل منح الموافقة النهائية.
من المستفيد؟
يشمل القرار جميع المقيمين القادمين من دول لها اتفاق تبادل رخص مع إسبانيا، من بينها المغرب، والجزائر، وتونس، وتركيا، وصربيا، إضافة إلى معظم دول أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا والبرازيل والشيلي والأرجنتين.
لكن الحصة الأكبر من المستفيدين تبقى للجالية المغربية، التي تُعتبر من أكبر الجاليات الأجنبية العاملة في قطاعات النقل والخدمات بإسبانيا.
ويُرتقب أن يُسهّل هذا النظام الجديد الاندماج المهني للمغاربة، خصوصا في مجالات النقل الحضري، وخدمات التوصيل، واللوجستيك، حيث تمثل رخصة القيادة شرطاً أساسياً للتوظيف.
كيف يمكن الاستفادة؟
المديرية العامة للمرور الإسبانية وضعت خطوات بسيطة عبر بوابتها الرقمية:
-تقديم الطلب إلكترونياً عبر الموقع الرسمي للـDGT مع تحديد نوع الرخصة المراد استبدالها.
-انتظار التحقق الإلكتروني من الرخصة المغربية من طرف السلطات المغربية المختصة.
-تلقي رسالة تأكيد عبر البريد الإلكتروني تفيد بقبول الطلب.
-تسليم الرخصة الأصلية في المكتب الإقليمي للمرور واستلام ترخيص مؤقت.
-استلام الرخصة الإسبانية النهائية بالبريد خلال أيام.
هذه العملية تُغني المغاربة عن الانتظار في طوابير المواعيد أو اجتياز اختبارات نظرية وعملية جديدة، وتُبقي في المقابل على صرامة التحقق من صحة الوثائق.
نقاشات ومخاوف
رغم الترحيب الواسع من الجالية المغربية، أبدت بعض الهيئات الإسبانية تخوفها من أن يؤدي التبسيط المفرط إلى تفاوت في معايير السلامة المرورية أو إلى ما يُعرف بـ"تأثير النداء"، أي زيادة الإقبال المفاجئ على طلب الرخص من الخارج.
غير أن الحكومة الإسبانية، برئاسة بيدرو سانشيز، أكدت أن الرقمنة لا تعني التراخي في المراقبة، بل تهدف إلى تقليص البيروقراطية وتسهيل حياة المقيمين النظاميين.
خدمة حقيقية
بالنسبة لآلاف المغاربة العاملين في إسبانيا، يمثل القرار فرصة ثمينة لتسوية وضعيتهم المهنية بسرعة، خصوصا أولئك الذين يعملون في النقل أو التوزيع أو الخدمات المنزلية.
كما أنه يعكس تحسن العلاقات المغربية الإسبانية على المستوى الإداري والاقتصادي، ويجسد نموذجا عمليا للتعاون الثنائي الذي يُسهّل حياة المواطنين في البلدين.