الرجاء البيضاوي يسير على خطى تجارب أندية عالمية ويستهدف 1000 منخرط

الصحراء المغربية
الخميس 24 يوليوز 2025 - 13:27

في خطوة وُصفت بالثورية في تاريخ كرة القدم المغربية، أطلق نادي الرجاء البيضاوي منصة رقمية غير مسبوقة لاستقبال طلبات الانخراط، واضعاً نصب عينيه هدفاً طموحاً: بلوغ 1.000 منخرط نشيط ومؤثر في تسيير النادي. ويأتي هذا التوجه في سياق إعادة هيكلة شاملة تروم جعل الرجاء ناديا حديثا، وشفافا، ومبنيا على مشاركة جماهيره، داخل المغرب وخارجه، في صناعة القرار.

لكن هذه الخطوة اللافتة لا تأتي من فراغ، بل تنسجم مع نماذج عالمية ناجحة مثل نادي برشلونة الإسباني أو بايرن ميونيخ الألماني، حيث يلعب المنخرطون دورا حاسما في التسيير، من انتخاب الرئيس إلى مناقشة السياسات الرياضية والمالية.

من المتفرج إلى الفاعل
"أن تكون منخرطات لا يعني فقط أنك تُشجع… بل يعني أنك تتحمل مسؤولية وتشارك في رسم مستقبل النادي"، تقول إدارة الرجاء في بلاغ رسمي. ومع أن مبلغ الانخراط حُدّد في 20 ألف درهم – وهو رقم قد يبدو مرتفعاً بالمقارنة مع معدل الدخل الوطني–، إلا أن النادي يبرره بجملة من الامتيازات غير المسبوقة: حق التصويت، والانضمام إلى لجان القرار، والترشح لمسؤوليات داخل هيئات النادي، والمشاركة المباشرة في صياغة الرؤية الاستراتيجية.
هذا التوجه يعكس إرادة واضحة في تحويل الرجاء من نادٍ يُسَيَّر من قِبل نخبة ضيقة إلى مؤسسة رياضية ديمقراطية ذات قاعدة جماهيرية فعالة. وهو نفس المنطق الذي اعتمدته أندية مثل أتلتيك بيلباو أو أياكس أمستردام، حيث يُعتبَر الانخراط ليس فقط شرفا بل مسؤولية جماهيرية.

منصة رقمية... بثقافة عالمية
في سابقة وطنية، تم إطلاق منصة رقمية سهلة ومتاحة لكل الرجاويين في المغرب أو الخارج، من باريس إلى مونتريال، ومن الدوحة إلى بروكسيل. وتهدف هذه الأداة إلى تسهيل عملية الانخراط بشكل شفاف وسريع، دون وساطة أو تعقيدات إدارية.
"هي منصة بسيطة، واضحة، ومفتوحة للجميع”، يشرح رئيس النادي جواد زيات، مضيفاً: "نريد أن تكون بداية هذا العهد الجديد مؤطرة برؤية تقنية حديثة ومُحفِّزة". وهي رؤية تتقاطع مع ما تقوم به اليوم أندية كبيرة مثل روما الإيطالي أو ريال سوسيداد، حيث تُستخدم المنصات الرقمية لتقريب التسيير من الجمهور وتعزيز الشفافية.
ولا يقتصر طموح الرجاء على مجرد عدد رمزي من الأعضاء، بل يسعى إلى ترسيخ نموذج جديد من التسيير الجماهيري المؤسساتي. فبدلاً من الاقتصار على جماهير تتابع وتُشجع، تريد إدارة النادي خلق قاعدة من الفاعلين القادرين على المبادرة، والنقد، والاقتراح، والبناء.
الرجاء… والتحدي الدولي
التحول الذي يقوده الرجاء لا يمكن عزله عن محيط دولي يشهد صعود نموذج “النادي المواطن”، حيث تتحول الأندية إلى فضاءات ديمقراطية قائمة على الشفافية والمساءلة. في ألمانيا، مثلاً، تُمنع الشركات من امتلاك الأندية بنسبة تفوق 49%، ما يضمن بقاء الكلمة الفصل للجماهير. وفي كتالونيا، لا يزال مشجعو برشلونة يصوتون على الرئيس كل 6 سنوات.

هل يسير الرجاء على نفس النهج؟ المؤشرات توحي بذلك. غير أن النجاح يتوقف على التفاعل الجماهيري ومدى استعداد الرجاويين لتحمل مسؤولياتهم التاريخية.




تابعونا على فيسبوك