"ليلة قبل الباك".. اختبار الأعصاب قبل اختبار ورقة الامتحان

الصحراء المغربية
الخميس 29 ماي 2025 - 15:41

في الليلة التي تسبق امتحانات الباكالوريا، لا ينام المغرب بأكمله. إنها المعركة الصامتة التي تخوضها آلاف الأسر، وتدور رحاها بين دفاتر المراجعة، وكؤوس القهوة، وقلوب تنبض بالخوف والترقب.

فاطمة الزهراء، تلميذة من حي شعبي بمدينة الجديدة، جسّدت هذا القلق بصوت مرتعش وابتسامة مغلّفة بالتعب حين قالت:
"الليلة قبل الباك؟ ما نعستش حتى الرابعة صباحا. بحال إلا داخلة لمعركة.. ما فيها لا سلاح لا درع، غير قلم أزرق وذاكرة دايخة من كثرة المواد."

بالنسبة لها، لم تكن المراجعة مجرد استعداد، بل محاولة لترميم التركيز الذي تفتت بين الفروض والدروس، ومقاومة لدموع غياب والدتها التي فقدتها في صيف العام الماضي.
"بغيت نفرّح ماما، ولو غايبة، حاسة بيّا، وكتسنى فرحتي."

صباح الباك.. عندما تختلط الخطوات المترددة بصوت بائع النعناع

عند السابعة صباحاً، خرجت فاطمة الزهراء من بيتها دون فطور، تتجه نحو الثانوية وسط زحمة المدينة، بينما يصرخ بائع النعناع بنبرته المعتادة. خطواتها ثقيلة، لا تلتفت، لا تتحدث، فقط تسير نحو ما يشبه "خط النار" بالنسبة لها.

وأمام باب ثانوية "لالة مريم" بالجديدة، التقتها "الصحراء المغربية" بعد انتهاء الفترة الصباحية. قالت وقد بدأت تسترجع أنفاسها:
"مني دخلت القاعة، جاني الخوف بحال إلا غادي ندخل لحرب. لكن الحمد لله، الأستاذ لي كيشرف على الحراسة هدّانا بكلمة بسيطة: ما تزربوش.. ركّزوا مزيان عاد جاوبوا."

لحظة "ساعة الصفر".. التحول المفاجئ

مع انطلاق الامتحان، أو كما تسميه فاطمة الزهراء "ساعة الصفر"، تغير كل شيء.
"منين بدا الامتحان، تهنيت. جاوبت عادي، والخوف بدا كيتلاشى شوي بشوي."

لكنها تعترف أن ما يخيفها أكثر من الامتحان هو ردة فعل الناس، ضغط العائلة، ونظرات "واش نجحتي ولا لا؟". شهادة الباك أصبحت محطة لا تهم التلميذ وحده، بل كل من يحيط به.

الباكالوريا: معركة بأعصاب صامتة

"ليلة قبل الباك" ليست مجرّد ساعات من السهر والمراجعة، بل حالة جماعية يعيشها المغرب كل عام، تختلط فيها الأحلام بالضغوط، والتطلعات بالقلق. وكل تلميذ يدخل قاعة الامتحان يخوض معركة من نوع خاص: معركة بأعصاب صامتة... تستحق الاحترام.

 




تابعونا على فيسبوك