مراكش.. انطلاق فعاليات الدورة 13 لموسم تقطير ماء الزهر احتفاء بقدوم فصل الربيع

الصحراء المغربية
الإثنين 24 مارس 2025 - 10:20

انطلقت، الجمعة الماضي، اليوم الذي تزامن مع بداية فصل الربيع، فعاليات الدورة الثالثة عشرة ل"زهرية مراكش..موسم تقطير ماء الزهر"، احتفاء بقدوم فصل الربيع، وبتقاليد تقطير ماء الزهر وطقوسها المغربية العريقة، وهي طقوس حضارية ضاربة في جذور تاريخ المدينة الحمراء، وتكرس مدينة مراكش عاصمة تقطير ماء الزهر في المغرب الكبير.

وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، التي حضرها فاعلون جمعويون ينشطون في مجال صون التراث، وجامعيين، وباحثين، وشخصيات من عالم الثقافة والفن، بتنظيم ورشة تعريفية بهذا التقليد العريق، من تأطير السعدية بوفوس، التي أشرفت على تقديم طريقة تقطير زهرة البرتقال المغربية العريقة ومراحلها المختلفة والأدوات المستخدمة، إلى جانب سرد حكائي من طرف الفنانة سعاد مدياني، حول تاريخ تقطير زهرة البرتقال بمراكش.

وتروم دورة هذه السنة من تظاهرة "زهرية مراكش"، التي تنظمها جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، تحت شعار "الزهر اللي ترجى تلقاه فمراكش البهجه"، بشراكة مع العديد من الشركاء، بينهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، ولاية جهة مراكش ـ آسفي، وجماعة مراكش، والعديد من الجمعيات والمراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية، الحفاظ على هذا التقليد العريق، وتمكين الجمهور من اكتشاف تقنيات تقطير زهرة البرتقال.

وفي كلمة خلال حفل افتتاح هذا الحدث، أوضح مولاي جعفر الكنسوسي رئيس جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، أن حفل الزهرية هو مناسبة مواتية تجود بقدرة هائلة على إعادة خلق الصلات الاجتماعية بين الناس داخل الأسرة الواحدة في المجتمع وبين الآخرين، مشيدا بالنساء اللواتي سهرن على نقل هذا التقليد العريق وأسراره لبناتهن.

وأكد الكنسوسي أن من شأن موسم "زهرية مراكش" أن يعزز الصناعات الثقافية والخلاقة بالمملكة، ويسهم في إشعاع المدينة الحمراء ثقافيا و يعززها اقتصاديا وسياحيا، محليا وعالميا،، مذكرا بأن تقطير زهرة البرتقال يعود كل سنة للاحتفاء بموسم الربيع (21 مارس) من طرف العائلات المراكشية.

وأشار إلى أن جمعيته تسهر على إشراك المؤسسات التعليمية والجامعية، والمؤسسات الثقافية، والفاعلين السياحيين والمجتمع المدني، في إحياء هذا الموسم، موضحا أن “زهرية مراكش” يحتفى بها أيضا، في دورة خاصة بمبادرة من نساء أعضاء بالجمعية.

من جانبه، أكد حميد بن الطاهر رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش آسفي، على أهمية ودور هذا الموسم في تثمين أحد مكونات التراث الذي تحمله النساء، اللواتي استطعن نقل هذا التقليد إلى بناتهن من جيل إلى جيل، مشيرا إلى أن هذا الإرث يمكن من تقوية الروابط الاجتماعية أكثر حول تقطير زهرة البرتقال مع حلول الربيع.

وأوضح بن الطاهر، في هذا الصدد، أن الموسم يمثل فرصة مواتية لإبراز العروض الثقافية التقليدية المبتكرة لوجهة مراكش.

وسطر منظمو الدورة ال13 من هذه التظاهرة الثقافية، برنامجا غنيا ومتنوعا، يمتد على مدى 25 يوما، يتضمن تنظيم دورة تكوينية لفائدة المتعلمين والمتعلمات حول كيفيات تقطير ماء الزهر، وذلك بمقر جمعية منية مراكش بالجبل الأخضر، وكذا مراسم تقطير ماء الزهر في العديد من الفضاءات والمراكز الثقافية بالمدينة الحمراء.

وسيكون جمهور هذه التظاهرة، التي ستحتضنها فضاءات تاريخية بالمدينة الحمراء، على موعد مع جلسة في فن الحكاية الذي يصنف في خانة الثقافة الشفهية والشعبية، بالإضافة إلى وصلات موسيقية في الطرب الأندلسي تحت إشراف الفنان محمد باجدوب، وعروض في ألوان موسيقية عريقة، مثل الملحون والدقة المراكشية.

يشار الى أن مراسم تقطير ماء الزهر جرى تسجيلها ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني، في يوليوز 2022، و لدى منظمة العالم الإسلامي للتربية و العلوم و الثقافة "إيسيسكو" كتراث ثقافي للعالم الإسلامي، وذلك باقتراح من جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته.

 




تابعونا على فيسبوك