توجت الدورة 40 لمؤتمر صحفيي الضفتين، التي اختتمت أشغالها، أمس الأحد بمدينة تطوان، بالإشادة بمواقف الحكومة الإسبانية اتجاه القضايا المغربية.
وعلى رأسها موقفها الثابت بدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تقدم به المغرب لتسوية هذا النزاع الإقليمي، باعتباره جديا وذا مصداقية من أجل إيجاد حل متفاوض بشأنه لقضية الصحراء المغربية، وهذا ما يعزز التلاحم والترابط بين الصحفيين المغاربة والاسبان بصفة خاصة والشعبين المغربي والاسباني بصفة عامة.
وأكد المشاركون، في هدا اللقاء الذي نظم على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار"إعلام الضفتين قضايا مشتركة لإنجاح مونديال 2030"، على تعزيز البنية القانونية لاستقلالية الإعلام المغربي، وملائمة القوانين المغربية في مجال الإعلام مع القوانين الأوروبية لتجويد الإعلام المغربي وتطويره.
وشددوا على ضرورة توحيد الرؤية الإعلامية في ضفتي البحر الأبيض المتوسط بما يخدم القضايا المشتركة في مختلف المجالات وتعزيزها، وكذا الرسائل والخطابات التي تبرز القيم التاريخية والحضارية المشتركة لكل من المغرب والبرتغال واسبانيا.
ودعا المشاركون إلى تعزيز الاستثمار في الإعلام الرقمي بالبلدان الثلاث، وتعزيز الإعلام الاستقصائي بما يخدم رهانات تنظيم مونديال 2030.
وأوصى المشاركون بإنشاء لجنة مشتركة لتنسيق عمل الصحفيين في الضفتين والترويج للتظاهرة الكروية كأس العالم 2030، وإحداث منصة رقمية مشتركة لتقديم الأخبار المرتبطة بكأس العالم بلغات مختلفة، ورفع مستوى الوعي لدى الصحفيين بالبلدان الثلاث بأهمية هذه التظاهرة العالمية والإرث الإعلامي التي ستتركها.
وثمن المشاركون الدور الهام والحيوي الذي تلعبه وسائل الإعلام المغربية والاسبانية في تعزيز وتجويد علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، والدعوة إلى أعداد وتكوين الصحفيين الرياضيين المغاربة والاسبان لمواكبة المونديال بشكل احترافي، وتبادل الأفكار والتجارب مع الإعلام الاسباني لتطوير الإعلام الرياضي المغربي بما يضمن له الاستقلالية والابتكار.
وعبر أعضاء الوفد الصحفي الاسباني المشارك، عن شكرهم وتقديرهم لنظرائهم المغاربة على حسن تنظيمهم لهذا الملتقى وحفاوة استقبالهم، وكذا مجهوداتهم المتواصلة لدعم جسور التعاون بين الطرفين.
وأوضح عبد الكبير اخشيشن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن استمرار وانتظامية هذا المؤتمر الذي يجمع بين صحفيي الضفتين يشكل علامة "نجاح ووفاء للصداقة الممتدة ليس بين الصحفيين فقط، ولكن بين الشعبين"، مشيرا إلى أن التنظيم المشترك لمونديال 2030 هو نتاج هذا الوفاء والصداقة اللذين يجمعان الشعب المغربي بالشعب الاسباني والبرتغالي، وأن المغرب يجني ثمار التوجه نحو الضفة الشمالية من أجل خلق شراكات وعلاقات متميزة.
وأكد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن الإعلام المغربي مطالب بالاستعداد الجيد لمحطة مونديال 2030 سواء من حيث التكوين أو من الجانب اللوجيستيكي، لأنه سيكون وجه المغرب أمام العالم، والإعلام جزء من هذا الوجه الذي سيرصده العالم.
من جانبه، قال مصطفى العباسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة، إن المؤتمر دأب على مناقشة القضايا الراهنة التي تهم الشعبين المغربي والاسباني، على مدى عقدين من الزمن، ليقع الاختيار خلال هذه الدورة، على مناقشة الآفاق المستقبلية للعمل الصحافي الرياضي، خاصة وأننا نستعد لتنظيم مونديال 2030.
وأشار العباسي، إلى أن المغرب يريد أن يدخل محطة مونديال 2030 بصحفيين أكفاء، قادرين على الترويج والتسويق لمؤهلات المغرب عامة والمدن التي ستحتضن هذه التظاهرة الرياضية العالمية، وتشريف الإعلام المغربي بتقديم منتوج إعلامي مشرف يعكس التطور الذي تشهد المملكة.
بدوره، عبر خافيير مارتينيز رئيس جمعية صحفيي منطقة جبل طارق، عن سعادة وارتياح الوفد الصحافي الاسباني لتجديد التواصل واللقاء بنظرائهم الصحفيين المغاربة، ومواصلة مقاربة القضايا المشتركة بين البلدين، مؤكدا أن كل الأجواء والظروف متاحة لاجل إنجاح محطة مونديال 2030.
وشكل هذا المؤتمر، الذي نظم من قبل الجمعية المغرببة للصحافة وفرع تطوان للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وجمعية صحفيي جبل طارق، فرصة لصحافيين وخبراء وباحثين مغاربة وإسبان، لتبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك، ومد جسور التواصل البناء، إلى جانب إشاعة ثقافة الحوار بين العاملين في القطاع الصحفي والأكاديمي والبحث العلمي.
واستطاع هذا المؤتمر، الذي يمتد إلى 22 سنة من الانتظامية، خلق جسور التواصل بين صحفيي الضفتين و فئة مؤثرة من داخل المجتمع الإسباني، وإرساء دبلوماسية موازية فعالة على مجموعة من المستويات والقضايا الراهنة.
وتميز هذا المؤتمر بتنظيم مجموعة من الورشات منها على الخصوص ورشة "الإعلام ودوره المحوري في إنجاح التقارب المشترك"، وورشة "أي إعلام لأي جمهور في أفق مونديال 2023"، هذا إلى جانب تكريم الإعلامي أنس الصوردو، أحد الوجوه الإعلامية المخضرمة، التي أعطت الكثير للإعلام الرياضي المحلي والجهوي.