مواصلة الدعم النفسي لمساعدة الأسر المراكشية المتضررة لتجاوز محنة الزلزال

الصحراء المغربية
الإثنين 18 شتنبر 2023 - 13:54

تواصل العديد من خلايا الدعم النفسي، التي تم إحداثها على مستوى المدينة العتيقة لمراكش المتضررة من الزلزال، مواكبتها للأسر المراكشية ومساعدة الأشخاص الذين ما يزالون تحت وقع الصدمة على تجاوز هذه المحنة والخروج منها أكثر قوة.

ويتمثل دور هذه الخلايا التي تضم متخصصين في الطب النفسي وأخصائيين اجتماعيين، في مواساة أسر الضحايا وتقليل مخاطر المضاعفات والاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى تخفيف الصدمة الناجمة عن الزلزال، الذي خلف خسائر في الأرواح وأضرارا مادية جسيمة، وترك ندوبا في قلوب ونفوس سكان المناطق المتضررة.

وتفتح الخلية المحدثة بملعب 20 غشت بتراب مقاطعة مراكش المدينة، الذي خصص لإيواء الأسر المتضررة، أبوابها على مدار 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع، لتقديم الدعم النفسي للمتضررين، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى دعم السلطات المحلية من أجل التخفيف من معاناة المنكوبين.

ويعيش أغلب الأشخاص الذين يحتاجون للمواكبة النفسية التي توفرها هذه الخلية، وضعا صعبا، ولاسيما أولئك الذين فقدوا أفرادا من أسرهم بفعل الزلزال.

وتقدم هذه الخلية المرافقة النفسية للمتضررين الذين يعانون من أعراض التوتر ما بعد الصدمة، وخاصة تذكر مشاهد الزلزال باستمرار والكوابيس المتكررة واضطراب النوم والأرق وصعوبة التركيز وفقدان الشهية أو الشره العصبي.

وتسهر الخلية في هذه المرحلة على معالجة هذه الأعراض الناجمة عن اضطرابات نفسية تختلف حدتها حسب الهشاشة النفسية للأشخاص وتاريخهم الجيني والطبي.

وتهدف هذه الوحدة، التي تشكل فضاء للإصغاء لمخاوف وهواجس وآمال المتضررين، فضلا عن تقاسم أحاسيسهم وسرد محنتهم، إلى تحديد الحالات التي تعاني من توتر ما بعد الصدمة من أجل مساعدتها على تجاوز مصابها واستعادة الثقة في نفسها.

وحسب الطاقم الطبي العامل بهذه الوحدة، فإن مواكبة هؤلاء الأشخاص تعد تدخلا ضروريا، نظرا لاحتمال إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة أو اكتئاب مزمن في حال لم يتلقوا الدعم اللازم.

وكانت الجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية، أعلنت مباشرة بعد زلزال الحوزعن تشكيل خلية  طوارئ صحية مكونة من دكاترة، وأخصائيين نفسيين، للإستماع  والمواكبة النفسية للمواطنين المتضررين من الزلزال وذلك أجل تدبير آثار ما بعد الصدمة.

وأظهر زلزال الحوز أن المغاربة، جسد واحد في الأزمات والشدائد، وأن التضامن لا يقتصر على فئة اجتماعية دون أخرى، وأن المساعدات المقدمة للمتضررين من الزلزال لم تقتصر فقط على المأكل والملبس و التداوي من الجروح، بل تجاوز ذلك إلى ما هو نفسي ومحاولة مواكبة الأضرار النفسية الناجمة عن الزلزال.

 




تابعونا على فيسبوك