قرر المجلس الجماعي لمراكش، أمس الأحد، خلال دورة استثنائية، تخصيص مليون درهم لفائدة الصندوق الخاص بتدبير آثار الزلزال، الذي ضرب إقليم الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبرر الجاري، فضلا عن تنازل جميع أعضاء وعضوات المكتب المسير ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم عن مبالغ التعويضات المالية، التي يستفيدون منها لمدة شهر لفائدة ضحايا الزلزال.
وخصصت الدورة الاستثنائية، التي دعت إليها فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش، للوقوف على تداعيات مخلفات الزلزال على المدينة العتيقة لمراكش، والترتيبات المتخذة للتخفيف من آثار هذه الفاجعة ومخلفاتها
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أكدت فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، ان انعقاد هذه الدورة، جاء من أجل العمل على تطوير موقف مشترك وتوحيد الجهود بين مختلف الأطياف السياسية المشكلة للمجلس، لدعم المتضررين من الزلزال ومواساتهم، والتأكيد على أن الشعب المغربي بصفة عامة، وسكان مدينة ساكنة على وجه الخصوص، مجندون لتجاوز تداعيات هذه الكارثة الطبيعية.
وأضافت المنصوري أن هذه الدورة كانت أيضا مناسبة لاستعراض مجموعة من الاجراءات الخاصة بإعادة إيواء الساكنة المتواجدة خارج منازلها حاليا، وكذا استعراض جهود إزالة الأتربة والردم الناتج عن الهزة الأرضية القوية، لازالة مظاهر الزلزال وإعادة الحياة الى طبيعتها داخل المدينة العتيقة لمراكش، وتوجيه رسالة قوية لزوار المدينة الحمراء، مفادها أن السياحة مستمرة في مراكش بنفس القوة، لأنها النشاط الاقتصادي الرئيسي لمراكش.
وأوضحت المنصوري أن وزارة الداخلية ووزارة الإسكان ستقومان بتوجيهات من جلالة الملك، بتنزيل البرنامج الاستعجالي الملكي من اجل إعادة الاعمار بأحسن جودة ممكنة، مشيرة الى أن اللجان تعمل الآن على جمع المعطيات والاحصائيات الضرورية قبل مرحلة إعادة الاعمار، وتشخيص وضعية المنازل الآيلة للسقوط .
واعادت المنصوري التذكير بالتعويضات المخصصة للاسر المتضررة من الزلزال، مشيرة ان المبلغ المالي المخصص لهذه الأسر حدد في 2500 درهم شهريا، لمدة عام (3 ملايين سنتيم)، وذلك ابتداء من هذا الشهر، في انتظار إعادة التعمير، والحصول على الإذن ببناء المنازل بمواكبة من التقنيين، معبرة عن متمنياتها بان تكون سنة واحدة كافية لهذه العملية، رغم الضغط والتركيز المخصص للساكنة الأكثر تضررا في المناطق الجبلية.
وأشارت المنصوري الى أن التعليمات التي حملها البلاغ الملكي عقب الاجتماع الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس بالرباط يوم الخميس 14 شتنبر والذي خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين، نصت على منح الأسر التي تهدمت منازلها بشكل كلي مبلع 14 مليون سنتيم، فيما ستمنح للأسر التي تضررت بيوتها جزئيا مبلغ ثمانية ملايين سنتيم، على أساس أن هذه المبالغ ستؤدي على أقساط خلال عملية البناء والترميم.
وأوضحت عمدة مراكش أن هذه الإعانات ستشمل أيضا الأسر التي كانت تقطن البيوت سواء على سبيل الكراء أو الرهن، وطالبت الأسر بالصبر والحفاظ على التلاحم الذي أبان عنه الشعب المغربي في هذه الكارثة الطبيعية على اعتبار أن عدد الأسر التي تضررت فاق عددها خمسون ألفا.