أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان تعمل على بلورة استراتيجية جديدة خاصة بمناطق الواحات وتعتمد على التقائية السياسات العمومية التنموية مع مختلف المتدخلين حتى تضمن نجاعة التدخلات الوطنية لحماية هذه المجالات.
وأضاف محمد صديقي في كلمته، خلال افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر الدولي للواحات ونخيل التمر، المنعقد في ورزازات يومي 29 و30 ماي الجاري، تحت شعار "جميعا من أجل استدامة وتكيف المنظومة الواحية"، أن دعم البحوث الزراعية حول الواحات ونظامها عرف اهتماما كبيرا، خاصة مكافحة البيوض وإدخال تكنولوجيات حديثة على سلسلة النخيل وتثمين المنتوج، إلى جانب تشجيع الإنتاج وتحسين أساليب ترويجه في إطار تشاركي مع المزارعين وتنظيماتهم المهنية العاملة في مجال تنمية الواحات.
وأشاد وزير الفلاحة بالمجهودات المبذولة في مجال البحث العلمي، والتي مكنت من عدة مكتسبات مشجعة حصل عليها المعهد الوطني للبحث الزراعي، بالتعاون مع عديد من المؤسسات الوطنية والجهوية والدولية، ومن أبرزها، التعرف على جانب كبير ومهم من المخزون الوراثي النباتي والحيواني وتصنيفه، حسب عدة معايير والحفاظ على الأصناف والسلالات المهددة؛ إضافة إلى تطوير مكافحة مرض البيوض عبر استنباط أصناف وسلالات مقاومة والشروع في بلورة أساليب وطرق بيولوجية للحد من هذا الداء انطلاقا من الجراثيم المضادة للفطر التي تم الحصول عليها.
وعرف المؤتمر مشاركة خبراء ومهنيين وباحثين وطنيين ودوليين، وخصص لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بالتنمية المستدامة لمناطق الواحات وسبل معالجة إشكاليات التنمية في الواحات من خلال مقاربة تتميز بالانفتاح وتبادل الخبرات بين جميع الأطراف المعنية بمجال الواحات من مختلف البلدان.
وتناول المشاركون العديد من المواضيع، من أبرزها وضعية الواحات على المستويين الوطني والدولي، وتدبير المياه والتربة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والتثمين والاقتصاد الاجتماعي للواحات، وإدماج البعد البيئي والنوع، بالإضافة إلى الحكامة والتنمية المجالية.
وشدد الوزير على الأهمية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، مؤكدا على ضرورة تكثيف الجهود في مجال البحث العلمي والتقني الرامية إلى إيجاد تدابير وحلول وقائية أكثر فعالية، لتمكين الواحات من التكيف مع التحديات التي تواجهها والتغلب على الإكراهات التي تواجهها.
وبعد ان رصد الإنجازات التي تحققت لتنمية الواحات، عرض الافاق التي سطرتها استراتيجية الجيل الأخضر التي وضعت تنمية سلسلة النخيل ومنظومتها في قمة الأولويات عبر برنامج طموح لغرس 5 ملايين نخلة في افق 2030 والبرامج المرافقة.
وفي هذا الصدد، أكد الوزير على ضرورة تعاون وانخراط جميع الفاعلين وتقديم اقتراحات من أجل تدبير مندمج ومستدام لمناطق الواحات للحفاظ على هذه النظم الإيكولوجية الفريدة.
ويشكل المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين، منصة لتبادل المعرفة وعقد اتفاقيات شراكة لا سيما دولية، وتعزيز الحلول التقنية والاقتصادية المستدامة للحفاظ على الواحات ونخيل التمر وتدبيرها، فضلا عن التبادل حول فرص وإمكانات التنمية الفلاحية المندمجة بهذه المجالات، لا سيما عبر تنمية سلسلة نخيل التمر. كما يهدف هذا اللقاء إلى تقييم المعرفة المكتسبة في مجال تنمية مناطق الواحات وتحليل المميزات والإكراهات لنظام الواحات، بالإضافة إلى آليات دعم التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون العلمي وتطوير رؤية للتدبير المستدام لهذه النظم البيئية الثمينة.