نزار بركة: المغرب يعتزم ترسيخ مكانته إقليميا في الطاقة الخضراء التنافسية

الصحراء المغربية
الخميس 06 أكتوبر 2022 - 15:02
تصوير: هشام الصديق

أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم الخميس بمراكش، أن التزام المغرب متعدد الأبعاد في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، على المستوى الدولي، رفعت المملكة مستوى طموحها إلى هدف مشروط خفض الغازات الدفيئة بنسبة 45.5 في المائة، وهدف غير مشروط بنسبة 18.3 في المائة.

واشار الى أن المساهمة المحددة وطنيا في هدا الاطار، تشمل 61 إجراء بميزانية إجمالية تقارب 40 مليار دولار، 22 منها متوقفة على الدعم المالي الدولي.

وأضاف بركة في كلمته الافتتاحية خلال الدورة الرابعة من المؤتمر الدولي حول النقل المستدام، حول موضوع "تمويل ورقمنة القطاع الطرقي وتخليصه من الكاربون من أجل تنقل وتنمية مستدامين"، أن المغرب  يعمل بجد لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر الواردة في مخطط الأمم المتحدة لعام 2030، من خلال إظهار قدرة حقيقية على مسايرة التقدم الحاصل في هذا المجال.

وأوضح بركة أن المغرب استثمر كثيرا من أجل مكافحة تغير المناخ، على الرغم من مساهمته المنخفضة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مشيرا الى أن  المملكة  المغربية انخرطت  تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنذ 2009 ، في مسار التحول الطاقي، لا سيما من خلال الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تسعى الى الرقي بتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والتكامل الإقليمي.

وأكد الوزير، أن هذا الخيار الجريء والمحوري، مكن المملكة من تحقيق مزيج طاقي من ما يقرب من 40 في المائة من الطاقات المتجددة، وهو هدف يتوخى الوصول  إلى 52 في المائة بحلول عام 2030.

وأشار وزير التجهيز والماء، الى أنه بالإضافة إلى ذلك ، تعتزم المملكة ترسيخ مكانتها كرائد إقليمي في الطاقة الخضراء التنافسية بحلول عام 2035 ، بعد اجراء مشاورات وطنية كبرى، نتج عنها نموذج تنموي جديد، تؤكد نتائجه على إرادة المغرب القوية لترسيخ نفسه في هذا المجال. اقتصاد أخضر شامل. تحمل الفرص والنمو ويضع التنقل الكهربائي والتنقل البديل كأولويات جيواستراتيجية

وبناء على توجهات نموذج التنمية الجديد وكذلك اتفاقية باريس، أكد نزار بركة، أن المغرب بلور استراتيجية بعيدة الأجل منخفضة الكربون تم نشرها في أكتوبر 2021 ، والتي تروم 40 في المائة من الطاقات المتجددة في إجمالي استهلاك الطاقة والتحول الرقمي، والاستثمار في تطوير بنى تحتية جديدة للنقل منخفضة الكربون، ودمج الهيدروجين الأخضر لإزالة الكربون من النقل ، كمحاور استراتيجية للتنمية.

وخلص الى القول اننا في مرحلة مفصلية حيث اصبح من اللازم وبشكل استعجالي العمل على جعل الاقتصاد العالمي خاليا من الكربون وبالتالي خفض انبعاثات غازات المسببة للاحتباس الحراري إلى النصف بحلول 2030 ، وهدا التحدي يعتبرعالميا ويهم جميع الدول وكل القطاعات الى مستوى الخطورة والمسؤولية، مشيرا الى أن نجاح الدورات الثلاثة الأولى من هذا الملتقى الرفيع المستوى، يعكس مدى الالتزام والعمل بقوة وقناعة لتعزيز التنقل المستدام.

وشكل هذا اللقاء الدولي المنظم حول موضوع  "تمويل ورقمنة القطاع الطرقي وتخليصه من الكاربون من أجل تنقل وتنمية مستدامين"، بمبادرة من الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب والاتحاد الدولي للطرق، فضاء مهما يجمع الفاعلين والخبراء في مجال التنقل المستدام من جميع أنحاء العالم، وهي المبادرة التي أطلقتها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب في 2016، وهي السنة التي نظم فيها المغرب مؤتمر الأطراف 22 للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22".

كما شكل هذا اللقاء الدولي فرصة مناسبة لعرض السياسات والاستراتيجيات الطموحة التي انخرطت فيها المملكة المملكة المغربية بنجاح، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل ترسيخ أسس التنمية المستدامة، وتشجيع الانتقال الطاقي ودعم التكنولوجيات النظيفة، وذلك في إطار تعزيز المساهمة الفعلية للمغرب في الجهود الدولية في هذا المجال، وفقا لالتزاماته الدولية.

وتوزعت أشغال هذا المؤتمر على أربع جلسات أساسية، تتعلق الأولى بإنجاز مشاريع مبتكرة بفضل التكنولوجيا الجديدة والتمويل الأخضر، حيث تطرق من خلالها المشاركون لرهانات إنجاح الانتقال الطاقي التي تكمن بالأساس في القدرة الجماعية على تعبئة التمويلات الضرورية لتنفيذ المبادرات المستدامة الكبرى، وتوقف المشاركون خلال الجلسة الثانية للمؤتمر عند مستجدات التكنولوجيا الجديدة والحلول والخدمات في مجال النقل،  مع تقديم نظرة حول أكثر الحلول ابتكارا في قطاع النقل، وتمحورت الجلسة الثالثة حول موضوع خلق القيمة لفائدة النقل الاخضر، وكذلك تقديم مختلف الشركات الناشئة العاملة في مجال النقل المستدام، بينما ستعكف الجلسة الرابعة على تحليل مدى التغيرات التي حدثت في مجال النقل المستدام.

 

 

تصوير: هشام صديق 




تابعونا على فيسبوك