باحثون يحذرون من احتمال ظهور كائنات غريبة على الشواطئ بسبب ارتفاع حرارة المتوسط

الصحراء المغربية
الأربعاء 10 غشت 2022 - 10:03

رصد باحثون غربيون من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، في إطار دراسات متابعة حالة البحر باستمرار، ارتفاع درجة حرارة الماء بالمناطق الشمالية والجنوبية في حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تراوحت درجات الحرارة ما بين 28 و30 درجة في الفترة الممتدة بين نهاية يوليوز وبداية شهر غشت الجاري.

وقال الخبير المغربي في البيئة والهندسة المدنية، الدكتور عبد الرحيم الخويط، إن متوسط درجة حرارة ماء البحر الأبيض المتوسط عموما تكون في حدود 25 درجة، لكن خلال هذا الصيف سجل الباحثون ارتفاعا في متوسط درجة حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط ووصلت في حدود 28 درجة مئوية وفي بعض المناطق ارتفعت درجة الحرارة بـ 5 درجات عن المتوسط.
وأكد الخويط في حديثه إلى "الصحراء المغربية" أن الأبحاث المنجزة منذ نهاية القرن 19 لم تشر إلى ارتفاع درجة الحرارة بالبحر الأبيض المتوسط إلى هذا الحد، موضحا أن ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المناطق المذكورة سيكون له تأثير سلبي على المنظومات البيئية بصفة عامة، ومن المحتمل أن تهاجر بعض الحيوانات التي لا تستطيع التأقلم مع هذا المستوى من الحرارة في تلك المناطق وستظهر كائنات أخرى قادرة على تحمل درجات الحرارة بين 28 و30 درجة ونفس الشيء بالنسبة للنباتات حيث ستتراجع نسبة وجود بعض النباتات البحرية كنبات (بوسيدوني) الذي يسميه الباحثون في البحر البيض المتوسط "رئة البحر الأبيض المتوسط" posidonies
وأضاف الخويط أن ملايير الكائنات تعيش على هذه النباتات وأن تدهوره يعني كارثة بيئية بكل المقاييس ستترتب عنها ظواهر غريبة، مضيفا أن عوامل بشرية متعددة وأسباب لا يمكن حصرها قطعيا وراء التغيرات المناخية في البر والجو والبحر.

ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى التجارب البحرية العسكرية والمناورات التي تخلف جميع أنواع الملوثات، بدءا من أصوات الانفجارات التي تغير نمط حياة الكائنات الحية ومخلفات الأسلحة والمواد الكميائية والمجهولة الخطيرة، ناهيك عن أجزاء وقطع الأسلحة التي تقع في البحار علاوة على ملوثات أخرى لا يتسع المجال لذكرها. كما حذر من زراعة بعض النباتات قرب البحر ومحيطه لأنه بإمكانها أن تتسرب إلى المياه وتتكاثر بسرعة حتى تضايق نبات البوسيدوني أو تقضي عليه ومن ثمة ستكون تداعيات خطيرة لا محالة.
وأردف الخويط أن ارتفاع درجات الحرارة في البحر الأبيض المتوسط قد تكون له عواقب وخيمة على الكائنات الحية ومن المحتمل أن تتسبب في هجرة الحيوانات وخروج أجسام غريبة إلى الشواطئ، مرجحا أن تكون عوامل كثيرة وراء هذا الارتفاع لدرجة الحرارة في البحر الأبيض المتوسط منها التغيرات المناخية الناجمة عن التلوث الذي يتسبب في تراجع نسبة غاز الأوزون في الغلاف الجوي وبالتالي تسجيل ارتفاع درجة الحرارة على الأرض عموما، لهذا وجب الأخذ بكل الاحتياطات للتقليل من الانبعاثات السامة التي تنال من غاز الأوزون، مع إحداث المزيد من المراكز البحثية لمراقبة حالة البحر والمحيط.




تابعونا على فيسبوك