تفشي «أوميكرون» يضع البيضاويين تحت ضغط نفسي كبير

الصحراء المغربية
الأربعاء 12 يناير 2022 - 13:40

بدأ «أوميكرون»، الذي تحول إلى المتحور المهيمن بالمملكة بنسبة 90 في المائة، يضع البيضاويين، على الخصوص، تحت ضغط نفسي كبير، بعد انتقاله إلى التفشي بشكل جماعي، مخلفا يوميا مئات الإصابات الجديدة وسطهم وتسببه في إغلاق مدارس وفضاءات تجارية و»مقرات مهنية» عقب اكتشاف حالات إيجابية بها، في مشهد ينذر بمواجهة المدينة وضعية وبائية مقلقة جدا مع تفجر الموجة الثالثة للجائحة.

 ففي ظل زحف الفيروس على المزيد من الفضاءات وتسربه إلى العديد من البيوت، أضحت أجواء الهلع هي المسيطرة، إذ يغلب حاليا التوجس على تحركاتهم، في وقت ترصد حالة «فوبيا» عامة في عيونهم عنوانها الخوف من انتقال العدوى إليهم، على خلفية أنه بات ينتابهم شعور بأنهم محاصرون وبائيا إثر استمرار المدينة في تسجيل أرقام مفزعة في العداد الوطني اليومي للحالات الجديدة المسجلة، واكتشافهم في كل لحظة أن هذا العدو غير المرئي تسلل إلى أجساد أشخاص قريبين منهم أو أفراد من عائلاتهم. ويبرز انعكاس هذه الوضعية الاستثنائية التي تمر منها العاصمة الاقتصادية مجددا، بعد صدمة الانفجار الوبائي في فترة تفشي (دلتا)، في ما تشهده الفضاءات الصحية بالمدينة، حيث تواجه ضغطا متزايدا، وسط تصاعد الإقبال عليها، سواء من قبل من تملكتهم شكوك حول إصابتهم بالفيروس نتيجة ظهور أعراض عليهم مشابهة لتلك المسلجة لدى مرضى (كورونا)، أو بالنسبة لمن يبحثون عن تشخيص حالاتهم وصرف أدوية إليهم، عقب تأكيد الاختبارات التي خضعوا حملهم للفيروس. وما زاد في منسوب هذه الحالة النفسية التي يعيشها سكان البيضاء المليونية، هو تصاعد «مجموع الحالات المشكوك فيها»، وذلك في ظل تزامن الموجة الحالية مع موسم «الأنفلونزا» وتطابق إلى حد كبير في الأعراض التي تجمع بينهما.

وفي تعليق على هذا المشهد، أكد عضو في اللجنة العلمية والتقنية لمكافحة «كورونا»، أن ما تسجله المدينة من أرقام في الحصيلة اليومية للإصابات لا يعكس الوضعية الوبائية كما هي عليها حاليا على أرض الواقع، مشيرا إلى أنها أكثر تعقيدا من ذلك. وقال، في تصريح لـ»الصحراء المغربية»، إن «العدد الذي يجري الإعلان عنه هو أكثر من ذلك بـ 3 مرات، وذلك لكون أن عدد التحاليل المخبرية للكشف عن (كورونا) التي تجرى محدود». واستدل في تقديم هذا المعطى على نسبة الإيجابية التي تسجلها المدينة في ما يخص الاختبارات المنجزة على صعيد المدينة، إذ أشار إلى أنها ارتفعت من 3 في المائة، في نونبر الماضي، إلى 25 في المائة حاليا. وأوضح أن خطورة «أوميكرون» تتجلى في كونه سريع الانتشار، وهو ما يعني انتقال العدوى إلى أعداد كبيرة من الأشخاص، والذين قد تطور نسبة منهم، خصوصا من يعانون من هشاشة صحية، أعراضا شديدة تستدعي التكفل بهم في أقسام الإنعاش، مبرزا أن التفشي بهذه الوتيرة ينجم عنه كذلك تزايد التغيبات وسط المصابين بالمدارس، وكذا الأطر الصحية وبالمرافق العمومية. ودعا عضو اللجنة العلمية والتقنية إلى التقيد بحرص على التدابير الاحترازية والإقبال على التلقيح، مبرزا أنه السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الصحية بأخف الأضرار. ومنذ أيام، واصلت العاصمة الاقتصادية تصدر حصيلة الإصابات بـ «كورونا» بفارق كبير من الحالات الجديد، عزز التوقعات بعودتها مجددا لتصبح أكبر بؤرة وبائية بالمملكة. وبلغ عدد المغاربة الذين أصيبوا بالفيروس منذ دخوله المملكة، مليونا ومائتي ألف وأربعة وثمانين مصابا، بعد تسجيل 4963 حالة جديدة، في أحدث نشرة لـ (كوفيد ـ19) المعلن عنها أول أمس الأحد.
 




تابعونا على فيسبوك