وقف وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، خلال زيارته لمدينة الجديدة، الجمعة، على المشاكل البنيوية التي يعانيها الحي البرتغالي.
وهي فرصة للاطلاع عن قرب على حجم المشاكل والإهمال، الذي تتعرض له القلعة البرتغالية، والبحث عن الحلول الممكنة لإعادة الاعتبار لهذه المعلمة، التي تتميز بها المدينة ودورها الكبير في التنمية السياحية.
وكانت الزيارة مناسبة كذلك للتعرف على المآثر التاريخية، التي تزخر بها المدينة، والمتمثلة في الحي البرتغالي، الذي يشمل المسقاة البرتغالية والأبراج والأسوار، التي تعود لفترة الوجود البرتغالي، وكذا قاعات العروض الفنية، ومنها على الخصوص مسرح الحي، وقاعة الفنون الشعيبية طلال، وقاعة عبد الكبير الخطيبي.
وقدم المسؤولون المحليون للوزير، بحضور مدير التراث والمديرة الجهوية، تشخيصا دقيقا للوضعية الحالية للمعلمة التاريخية لمدينة الجديدة، إضافة إلى خلاصات دراسة تم إعدادها في هذا الإطار حول الحلول الممكنة للحفاظ عليها، حيث تم الوقوف على حجم الضرر الذي تعانيه، وعلى وجه الخصوص المسقاة البرتغالية التي تعتبر الوجهة المفضلة للسياح الأجانب وكذا زوار المدينة من مختلف المناطق المغربية. وأوضح الوزير أنه في إطار حماية التراث الوطني وإعادة إحياء السياحة الداخلية قبل الخارجية بمدينة الجديدة، التي كانت تشهد توافد آلاف الزوار بهذه المنطقة، ستعمل وزارته على وضع خطة لترميم الحي بطريقة شاملة وتباحث سبل التمويل مع باقي الأطراف المعنية، كما "ستكون لي زيارات مماثلة لمعالم أخرى بمختلف المناطق بصفة عامة وجهة الدار البيضاء-سطات بصفة خاصة، وأخص بالذكر منطقة أزمور"، حسب ما قاله الوزير أمام ثلة من الصحافيين.
وشملت زيارة الوزير لمدينة الجديدة، تفقد الأشغال الجارية بمسرح عفيفي، وتتبع سيرها، حيث أشار إلى أن هذه المعلمة الثقافية لها أهمية بالغة في الساحة الثقافية بالمدينة لاحتواء المسرح على قاعة للعرض المسرحي والسينمائي، واستوديو للتسجيل، وقاعات أخرى ثقافية للشباب ستخلق متنفسا لهم، مع إمكانية اكتشاف المواهب وصقلها منذ الصغر. وكانت المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة الدار البيضاء-سطات قد قامت تحث إشراف مديرية التراث الثقافي بالرباط في إطار استراتيجية الوزارة من أجل المحافظة على التراث العالمي والوطني وتثمينه، بمجموعة من الدراسات التقنية وكذا الطبوغرافية من أجل تشخيص شامل للقصبة البرتغالية، حيث تمت على إثرها برمجة مشروع الترميم والتهيئة 2022/2021 لضرورة التسريع في ترميم هذه المعلمة الفريدة وإعادة فتحها للعموم.
وكانت فعاليات مدنية قد طالبت في أكثر من مناسبة بضرورة إعادة الاعتبار للمآثر التاريخية التي يزخر بها إقليم الجديدة، وترميمها وصيانتها جراء ما تتعرض له من إهمال، واستغلالها كرافد أساسي لتنمية المدينة سواء من الناحية السياحية أو الاقتصادية والاجتماعية وكذا الثقافية.