مراكش: جامعيون يستعرضون في لقاء أدبي مسار ومحطات الراحل امحمد بوستة السياسية

الصحراء المغربية
الخميس 10 يونيو 2021 - 10:57

نظمت جمعية منية مراكش، نهاية الاسبوع الماضي، اللقاء الأول من مجلس الكتبين، لمناقشة مذكرات قيادي حزب الاستقلال الراحل امحمد بوستة، والتي تعرف بأهم المحطات السياسية للراحل من خلال كتاب "امحمد بوستة الوطن أولا (مذكرات في السياسة والحياة"، الذي صدر ضمن منشورات المركز الثقافي للكتاب، وهي من توقيع الإعلامي محمد الضو السراج.

وخلال هذا اللقاء، توقف المتدخلون على مسار الراحل امحمد بوستة الأمين العام السابق لحزب الاستقلال وأحد أقطاب الحركة الوطنية، وتجربته في النضال الوطني من أجل استقلال المغرب، ومساهمته في بناء الوطن ما بعد الاستقلال.

واستخلصت المداخلات المقدمة أهم الدروس التي كانت في هذه التجربة السياسية المغربية التي امتدت لحوالي نصف قرن منذ حوالي 1950 حتى 1998 سنة، مؤكدة على أهمية هذه التجربة.

وتوقف المتدخلون عند الأسس الكبرى التي قدمها الزعيم الراحل علال الفاسي والتي شكلت خارطة الطريق لوحدة الصف الوطني بجانب المؤسسة الملكية من أجل العمل على إصلاح وتطوير الحياة السياسية بالمملكة.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، قال جعفر الكنسوسي رئيس جمعية منية مراكش، إن صدور  مذكرات قيادي حزب الاستقلال الراحل امحمد بوستة، ضمن منشورات المركز الثقافي للكتاب، بعنوان "الوطن أولا.. مذكرات في السياسة والحياة"، جاءت ميمونة وفاتحة خير لمجلس الكتبيين، لمناقشة هذا الكتاب في إطار علمي معرفي أدبي.

واعتبر الكنسوسي، في هذا الصدد، حي الكتبيين أهم نقطة وموقع تاريخي في شمال إفريقيا تحت ظلال جامع الكتبيين، مبرزا أنه لايمكن إحياء هذا  الحي دون إدخال الصناعات الثقافية التي لها صلة بالكتاب وبالمجالس العلمية والأدبية.

من جانبه، أكد إبراهيم أيت إزي أستاذ بجامعة الحسن الأول بسطات، أن أهمية هذا الكتاب تكمن في كونه يتناول مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب، وشهادة متميزة من خلال توتيق كل اللحظات التي شهدها المغرب في الفترة المعاصرة، والأسرار التي باح فيها بوستة  من حياته اختار لها عنوان "الوطن أولا"، وكأن الخلافات التي تثيرها المذكرات ليس فيها مكان للشخصي أمام المصلحة العليا للوطن.

وتتمثل قوة الكتاب حسب الباحث إبراهيم إزي في استحضاره لمجموعة من الوثائق التي ذكرها الراحل بوستة عبر فصول الكتاب، فضلا عن تفاعل شخصية الراحل مع قضايا حاسمة في تاريخ المغرب انطلاقا من تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ووقائع ايكس ليبان، واللحظات التي بصمت تاريخ المغرب بعد الاستقلال  خصوصا خلال فترة الستينات، وصولا إلى منعطف المسيرة الخضراء حيث كان الراحل امحمد بوستة إلى جانب الراحل عبد الرحيم بوعبيد الوحيدين اللذين اخبرهما الملك الراحل الحسن الثاني بحدث المسيرة الخضراء والمشروع الذي كان سيقدم عليه لاسترجاع الأراضي المغربية.  

وأكد الراحل محمد العربي المساري  خلال تقديمه لهدا الكتاب أن امحمد بوستة كان من أوائل القادة الاستقلاليين الذين دعوا إلى نقل مشعل العمل الحزبي إلى الأجيال الجديدة من الشباب القادرين على حمل الرسالة ومواصلة النضال.

ويقع الكتاب في 12 فصلا، حيث تعالج الفصول الأولى ظروف نشأة بوستة وتعليمه الأولي والثانوي وخطواته الأولى في دروب الحركة الوطنية، فيما تعالج الفصول اللاحقة العودة إلى المغرب بعد استكمال دراسته في فرنسا والتحاقه بصفوف حزب الاستقلال، حيث يسرد الكتاب في هذه الفصول مجموعة من الأحداث (نفي الملك الراحل محمد الخامس، مفاوضات إكس ليبان، الانشقاق عن حزب الاستقلال، إعداد دستور جديد للمملكة، الخ)، أما الفصول الأخيرة، فيخصصها معد الكتاب لمحطات أساسية تلت انتقال السلطة في المغرب بعد وفاة الملك محمد الخامس، في مقدمتها وفاة الزعيم الاستقلالي علال الفاسي، وبروز مشكلة الصحراء، فضلا عن أحداث أخرى تهم بالأساس العمل الحزبي والحكومي والانتخابات.

ويزخر الكتاب بمجموعة من الوثائق عبارة عن بلاغات وبيانات حزبية ومقتطفات من تصريحات وحوارات ومقالات صحافية، فضلا عن صور ومواد أرشيفية تؤرخ مجموعة من الأحداث الوطنية أو الدولية ذات الصلة بالمغرب، كما يتضمن نصوصا قانونية وتنظيمية ومذكرات وملتمسات ومواثيق.




تابعونا على فيسبوك