ظل مول الحانوت مع مرور الأيام والشهور حاضرا بقوة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي يوفر حاجيات الزبون في كل وقت وحين ولو في ظل الظروف الاستثنائية والحرجة كالتي تعرفها البلاد جراء انتشار فيروس كورونا.
واعتبر محمد زيان، رئيس الاتحاد العام للتجار والمهنيين بالمغرب، الدور الذي يلعبه مول الحانوت داخل المجتمع بالدور الأساسي في الحياة الاجتماعية لسكان المدينة، إذ تراه متواجدا بداخل دكانه الصغير، يشتغل بكل تفاني وروح وطنية عالية، يؤمن حاجيات سكان المدينة من المواد الغذائية الأساسية واللوازم المنزلية، وكل ما تحتاجه يوميا، مضيفا أن العلاقة التجارية التي تجمع مول الحانوت والزبون، تعتمد في المقام الأول على الثقة، وهو ما يعزز الطبيعة الاجتماعية لمول الحانوت، فهو يخلق شعورا بالقرب من سكان الحي، وذلك بحضوره في الدكان منذ الصباح الباكر إلى منتصف الليل، فعمله يعد تفعيلا حقيقيا لتجارة القرب، لا تستغني سكان الحي عن خدماته المتعددة، ووجوده أساسي، فالحاجة إليه ملحة في الأيام العادية وتزداد الحاجة إليه في الظروف الاستثنائية، كالتي تعيشها البلاد هذه الأيام جراء انتشار فيروس كورونا.
وأكد محمد زيان أن "مول الحانوت" يعد لبنة أساسية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ضمن مكونات المجتمع، فهو موجود بقوة داخل هذا النسيج الاجتماعي، بل يمثل تلك المخيلة الشعبية، حاملا سر التجارة ومكنوناتها ويختزل في كنهه قيما اجتماعية، ونفسية واقتصادية، باعتباره حلقة أساسية بين المنتج والموزع والمستهلك، علاقة واسعة تنطوي على قيم إنسانية تجعل من الإخلاص والثقة أساس المعاملة بينه وبين الزبون.
وأشار زيان إلى أن "مول الحانوت" واع بدوره الأساسي في تأمين السلم الاجتماعي، عبر مكوثه بمحله حتى يتمكن المواطن من قضاء حاجياته اليومية، فغيابه له مضاعفات على مستوى الطمأنينة الاجتماعية، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.
ووجه محمد زيان، رئيس الاتحاد العام للتجار والمهنيين بالمغرب، شكره لـ"مول الحانوت" الذي وصفه وأمثاله بجنود الخفاء، مرابطين في محلاتهم طيلة النهار يغامرون بحياتهم مثلهم مثل أصحاب الوزرة البيضاء من أسرة الصحة مدنيين وعسكريين، ورجال التعليم، وزملائهم من رجال الأمن والقوات المساعدة والدرك ورجال السلطة وأعوانهم، وعمال النظافة، وعموم الموظفين والمستخدمين الذين فرض عليهم الوجود خارج بيوتهم في ظل هذه الجائحة التي تجتاح العالم.