التدبير الجيد للنفايات يوفر المواد الأولية ويخلق فرص الشغل للشباب

الفرز الأولي أفضل طريقة لتدبير النفايات المنزلية

الصحراء المغربية
الإثنين 08 أكتوبر 2018 - 12:04

لتفادي ملوثات النفايات المنزلية وتأثيراتها السلبية على البيئة والإنسان، يقدم الدكتور عبد الرحيم الخويط، الخبير المغربي في الهندسة المدنية وتدبير النفايات، تعريفا للنفايات المنزلية وطرق التخلص منها بشكل سليم، ويبرز كيفية استغلالها أيضا لفائدة الإنسان والبيئة، وفق معايير محددة معمول بها على الصعيد العالمي.

ويقول الدكتور الخويط إن النفايات المنزلية هي مجموعة من بقايا المأكولات والخضروات، وقشور الخضر والفواكه، والخشب، وعلب المياه والزجاج والكرتون والورق بجميع أنواعه ...وهذه النفايات تنقسم إلى ثلاثة أقسام، منها مجموعة مصنفة ضمن النفايات الصالحة لإعادة الاستعمال داخل البيت كقنينات الزجاج بعد تنظيفها أو الكرتون والخشب، حسب الحاجة، ومجموعة أخرى قابلة لإعادة التدوير خارج البيت، أي في المصانع كالبلاستيك والزجاج والخشب والقطع المعدنية والأثواب والأثاث والمجموعة الثالثة، وهي النفايات التي يجب التخلص منها نهائيا، أي بمعنى رميها في مطرح النفايات.

وينصح الدكتور الخويط بضرورة توفير مطرح للنفايات بمعايير دولية تراعي اختيار الموقع، الذي يجب أن يكون بعيدا عن المدينة على الأقل بـ15 كلم، عكس التمدد العمراني للمدينة، وكذا عامل اتجاه الرياح والفرشة المائية، إذ يستوجب ألا يكون قريبا من الفرشة المائية أو الأودية لتفادي التسربات إلى مصبات الأودية، وكذلك يجب ألا يكون المطرح في منطقة معروفة بالزلازل وبعيدا عن خطوط الرحلات الجوية.

ويضيف الخويط أن قضية تدبير النفايات تستوجب توعية المواطنين بمختلف الأعمار، وانخراط جميع مكونات المجتمع من جمعيات وأحزاب سياسية ونقابات ومجالس منتخبة وسلطات، وجميع المصالح الحكومية في هذه العملية، من خلال تفعيل القانون ووسائل الإعلام واللوحات الإشهارية،  والورشات البيئية على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي، وفي المدارس كذلك، لزرع ثقافة المحافظة على البيئة من خلال حسن تدبير النفايات وجعلها ضمن الأولويات الواجب التعامل معها بشكل إيجابي على اعتبار أن تلك النفايات كنز يمكن أن يتحول إلى ثروة إن جرى تدبيرها بالشكل اللازم.

ويقترح الدكتور الخويط مجموعة من الحلول، أولها أن تتوفر البلدية على مطرح للنفايات وشبكة الصرف الصحي، وتبدأ الخطوة الأولى لتدبير النفايات داخل البيوت، إذ يجب فرز كل نوع على بشكل منفرد، وتخصيص أكياس لكل نوع، مع تمييزها بلون محدد من طرف البلدية المعنية، وتساعد هذه الطريقة في توفير المواد الأولية، وخلق فرص الشغل للشباب والمقاولات والشركات الصغرى، كما أن فرز النفايات سيقلص من حجم نفقات التدبير ومساحة المطرح والنفقات المرتبطة به.  كما يحد الفرز أيضا من التفاعلات، وخصوصا في فصل الصيف، حيث تكثر قشور الفواكه والماء والمواد الأخرى وخصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة، التي تسرع التفاعلات الكيميائية التي ينتج عنها الماء والغازات السامة كثاني أوكسيد الكربون والميثان أحيانا، والروائح، حسب مكان وضع الكيس.




تابعونا على فيسبوك