خبير مغربي بكندا يكشف تأثير الجسيمات الناتجة عن الألعاب النارية على صحة الإنسان

مفرقعات عاشوراء وشهب الملاعب الرياضية لها علاقة بمرض الزهايمر

الصحراء المغربية
الجمعة 28 شتنبر 2018 - 12:50

تثير مخاطر المفرقات والألعاب النارية والشهب الصناعية التي تعرف انتشارا كبيرا في صفوف الأطفال والشباب بمناسبة عاشوراء، جدلا واسعا في صفوف المواطنين، بعد تسجيل عدد من الحوادث الناجمة عن سوء استعمال هذه المفرقات والألعاب النارية، اذ خلفت إصابات بليغة لبعض الأطفال في عدد من المناطق، منها من بلغت به حد عاهة مستدامة.

 كما سجل أيضا حالة وفاة بمدينة الدارالبيضاء، ما يطرح أكثر من تساؤل حول مكونات هذه المفرقعات ومدى تأثيرها على صحة الإنسان بالدرجة الأولى والبيئة بصفة عامة، سيما أن بعض الأنواع من الشهب الصناعية باتت تستخدم في المناسبات العائلية، كالأعراس، بالإضافة إلى استعمالها على نطاق واسع خلال مباريات كرة القدم، ما يجعل خطورة هذه المواد قائمة، لذا يوضح الخبير المغربي المختص في الهندسة المدنية وتدبير النفايات، صاحب كتاب "جودة الهواء في الأماكن المغلقة"، الدكتور عبد الرحيم الخويط، مخاطر هذه المفرقات والمواد التي تدخل في تركيبتها. كما يقدم نصائح لتفادي مخاطرها سواء خلال الاستعمال أو بعده، ويبرز دورها في التأثير السلبي على جودة الهواء.

يقول عبد الرحيم الخويط، إن خطر المفرقات والشهب الصناعية قائم على الدوام، سواء بشكل مباشر عندما يصاب الإنسان عند استعمالها في الحين بجروح أو حروق قد تصل إلى مستوى عاهة مستدامة في حال استعمال مفرقع من الحجم الكبير أو المركب من مواد قوية الانفجار، وبشكل غير مباشر بسبب تطاير الجسيمات الصغيرة في الهواء حيث تتسبب في تلوث الهواء، كما يمكنها أن تتسرب إلى التربة بعد تساقطها مع الأمطار وتكون بذلك الأمطار الحمضية.

ويضيف الخويط، أن البائع لهذه المفرقعات هو أول المهددين بها، خاصة إذا لم تتوفر الظروف الملائمة لتخزينها، إذ يستوجب عدم تركها في الهواء الطلق لتفادي تطاير الجسيمات الدقيقة في الهواء أو في مستودعات أو أماكن معرضة للشمس، لأن ارتفاع درجة الحرارة قد يتسبب في انفجارها. كما يجب أيضا، عدم إلقائها مباشرة على التربة لأن المواد الكيميائية التي تدخل في تركيبتها ممكن أن تتسرب إلى التربة، ومن ثمة إلى المياه الجوفية، وبالتالي ستصل إلى جسم الإنسان، إما عبر الماء أو النبات، ناهيك عن التلوث الذي تخلفه خلال الانفجار بسبب الضجيج وأصوات تؤثر على السمع.

وتتضمن المفرقعات كذلك مواد غير معروفة. والأكيد -يضيف الخويط-أنها تحتوي على نسبة من البارود وكمية من الكبريت، وقد تكون مواد أخرى غير معروفة، وهذا يستوجب إخضاعها للتحاليل، التي بإمكانها أن تقود للكشف عن طبيعة محتوياتها لاتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لتفادي تأثيرها على البيئة وصحة الإنسان قبل دخولها إلى التراب الوطني إن كانت مستوردة.

 و"عموما يجب منع ترويج هذه المواد لأنها خطيرة"، حسب الخويط.

وأردف الخبير المغربي أن بعض الألعاب النارية لها تأثير مباشر على جودة الهواء، اذ تساهم في إمكانية رفع تركيز أوكسيد الكبريت وأوكسيد النتروجين، لأن بعضها، وخاصة الملونة منها، تحتوي على الأجسام الثقيلة والخطيرة على صحة الإنسان، مثل الرصاص والنحاس والزئبق والزنك ومواد أخرى، موضحا أن مخلفات الجسيمات الدقيقة الناجمة عن هذه المفرقعات والألعاب النارية لا تكون مباشرة، لأن تأثيرها ضعيف عند التعرض لها، لكن خطرها يتجلى في تراكمها في الجسم، وقد يؤدي ذلك إلى أمراض، وممكن أيضا أن تؤدي إلى إشعال حريق وإلحاق أضرار بالمعدات الكهربائية حالة وقوعها على الأسلاك.

وأضاف الخويط، أن هذه المفرقعات تطرح الجسيمات الدقيقة، التي تتسبب في المشاكل للقلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي والرئة، والأخطر من ذلك أن الجسيمات الدقيقة عموما، التي تتعدد مصادرها بتنوع الأنشطة الصناعية، تساهم كذلك في الإصابة بمرض الزهايمر، مستدلا بدراسة حديثة أنجزها معهد بريطاني متخصص، تؤكد وجود علاقة ثابتة بين الجسيمات الصغيرة ومرض الزهايمر من خلال اكتشاف، لأول مرة، جسيمات دقيقة في أدمغة المتوفين، بعد تنقل تلك الجسيمات إلى المخ، عبر العصب الشمي بالأنف، مما يفسر سبب فقدان الرائحة كواحد من أول أعراض مرض الزهايمر، حسب الدراسة التي انطلقت منذ سنة 2004 وانتهت بهذه الخلاصة سنة 2016 ، ودراسة أخرى أنجزها قسم التشريح وعلم الأعصاب بجامعة فيرجينيا تؤكد كذلك ارتباط الإصابة بالسكتة الدماغية ومرض الزهايمر وداء باركنسون بتلوث الهواء، لذا ينصح بتجنبها وفي حال الرغبة في استعمالها فيجب تكليف مختصين. 



تابعونا على فيسبوك