استئنافية سلا تدين الزهراوي والجعفري بـ8 سنوات سجنا نافذا

الإثنين 26 ماي 2008 - 08:34

أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، الملحقة بابتدائية سلا، والمتخصصة بالنظر في قضايا مكافحة الإرهاب، بأحكام متفاوتة.

بلغ مجموعها ثماني سنوات سجنا، وتراوحت ما بين ثلاث وخمس سنوات سجنا نافذا في حق عبد اللطيف الزهراوي ومبارك الجعفري، اللذبن سلمتهما السلطات الإسبانية إلى نظيرتها المغربية لانتمائهما إلى تنظيم إرهابي دولي.

وقضت الغرفة نفسها في حق عبد اللطيف الزهراوي، بخمس سنوات سجنا نافذا بعد إدانته بتهم "تكوين عصابة إجرامية للإعداد والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية تمس بالنظام العام وتمويل أعمال إرهابية والانتماء إلى جماعة دينية محظورة وعقد اجتماعات عمومية من دون تصريح مسبق"، وحكمت على المتهم امبارك الجعفري بالحبس النافذ لمدة ثلاث سنوات، بعد إدانته بتهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والانتماء إلى جماعة دينية محظورة".

وكانت السلطات الإسبانية، سلمت في غشت الماضي، المتهم الزهراوي إلى السلطات المغربية بعد اعتقاله في شهر يونيو الماضي، بمقاطعة سانتا كولوما دي غرامانيت، وهي بلدة قريبة من برشلونة (شمال شرق إسبانيا)، حين كان يستعد للالتحاق بـ"الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال" التي أصبحت تعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي", وكذا للاشتباه في انتمائه إلى خلية إرهابية كاطالونية، ووجهت له تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية.

ويعتبر الزهراوي (29 عاما) من بين أربعة متهمين مغاربة مبحوث عنهم على الصعيد الدولي، اعتقلوا في يونيو الماضي في برشلونة للاشتباه في وجود صلة لهم بقضية ما يعرف باسم "خلية رحا والزموري"، التي يعتقد أنها تربط صلات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وطالب المغرب بعد الإعلان عن إلقاء القبض عليهم بترحيلهم وتسليمهم له، ويتعلق الأمر بمحمد لشقر (23 عاما)، ومولاي لحسين (27 عاما)، ومحمد اكزيم (32 عاما)، وهم مطلوبون للمغرب للاشتباه في انتمائهم إلى خلية تجند "مقاتلين جهاديين" للتدريب في "معسكرات إرهابية" في منطقة الساحل.

وكان تقرير لمجلس الوزراء الإسباني، أبرز أن الزهراوي كان يتحرك بإسبانيا في إطار "خلية كاطالونيا"، وربط علاقات مع "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية سابقا. وكان الزهراوي لحظة اعتقاله بصدد الاستعداد للالتحاق بمخيمات تداريب هذه المنظمة.

وأكد المصدر ذاته أن هذه الأعمال تدخل ضمن خانة تهم "تكوين مجموعة إجرامية لإعداد وتنفيذ أعمال إرهابية والمس الخطير بالنظام العام"، حسب القانون المغربي المتعلق بمكافحة الإرهاب، وكذا بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية حسب مدونة القانون الجنائي الإسباني.

وفي سياق متصل، سبق أن سلمت السلطات الإسبانية في30 مارس2007 إلى نظيرتها المغربية، المتهم الجعفري بعد إلقاء القبض عليه في الخامس من شهر فبراير من السنة الماضية بـ"رويس" شمال إسبانيا، بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن القضاء المغربي للاشتباه في علاقته بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وكذا لتجنيده متطوعين من أجل الجهاد في العراق.

وسلم الجعفري إلى السلطات المغربية، إضافة إلى متهمين اثنين، الأول خالد ولد علي الطاهر، الذي يعتبر المتهم الرئيسي ضمن "خلية تطوان"، المختصة في استقطاب متطوعين للجهاد في العراق، والثاني يدعى محمد بن عياد.

وبحسب وثائق الملف، قام مبارك الجعفري، الذي كان يتخفى وراء مهنة بناء في منطقة "ريوس" بإسبانيا، باستقطاب المجند أحمد المخلوفي، الذي تعرف عليه منذ سنتين، خلال عطلته بالمغرب، عن طريق إغرائه بالهجرة إلى إسبانيا، وتحقيق الحلم الذي كان يراوده باستمرار، على شرط أن يقبل المخلوفي الانضمام إلى تنظيمه والخضوع لتدريبات عسكرية بهدف "الجهاد في العراق ضد الأجانب".

من جهة أخرى، قررت غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها، مواصلة مناقشة ملف "مجموعة الانتحاري عبد الفتاح الرايدي" في الثالث من يونيو المقبل.

وتتابع هذه المجموعة, المكونة من52 متهما من بينهم امرأة, بتهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام عن طريق التخويف والترهيب والعنف وصنع المتفجرات والسرقة وعدم التبليغ والانتماء إلى ما يسمى بـ(السلفية الجهادية) وعقد اجتماعات عمومية من دون تصريح مسبق" كل حسب المنسوب إليه.

وتعود وقائع هذه النازلة إلى11 مارس2007 حين فجر عبد الفتاح الرايدي نفسه داخل مقهى للانترنيت بحي سيدي مومن بالدار البيضاء بواسطة عبوة ناسفة, عندما منعه ابن صاحب المحل من الدخول للاطلاع على مواقع تحث على أعمال إرهابية, فيما فر شريكه المدعو (خودري يوسف) وهو قاصر, المدان في المرحلة الابتدائية، في مارس الماضي من طرف الغرفة نفسها بالسجن النافذ لمدة 15 سنة، بعدما أصيب بجروح طفيفة قبل أن تتمكن مصالح الأمن من اعتقاله.

أما الانتحاري الثاني أيوب الرايدي, (شقيق الانتحاري عبد الفتاح الرايدي), فقد فجر نفسه أيضا يوم10 أبريل2007 بحي الفرح بالدار البيضاء بواسطة حزام ناسف.
وكانت "مجموعة عبد الفتاح الرايدي" تستهدف عددا من المواقع بالدار البيضاء كالميناء وثكنة للقوات المساعدة بحي بورنازيل ومقرات للشرطة, وتستعد للقيام باعتداءات ضد القوات العمومية.




تابعونا على فيسبوك