أعراس متهم بتأمين تهريب أسلحة بلعيرج للمغرب

الجمعة 04 أبريل 2008 - 08:39

ذكرت مصادر أمنية إسبانية أن السلطات القضائية بمدريد لم تكن تأكدت، إلى حدود ظهر أمس الخميس، من مسألة تورط علي أعراس ومحمد الباي، اللذين اعتقلا، الثلاثاء المنصرم، في مدينة مليلية المحتلة، في أعمال إرهابية على الأراضي الإسبانية.

ومدى صلتهما بشبكات إرهابية وعمليات تهريب أسلحة بشبه الجزيرة الإيبيرية، مبرزة أن نتائج التحريات هي التي ستحدد موقف سلطات مدريد بخصوص الاستجابة لطلب تسليمهما إلى المغرب. وأضافت أن سلطات مدريد مهتمة بالتدقيق أكثر في ملف الباي، باعتباره يحمل الجنسية الإسبانية، فيما تهتم الرباط أكثر بأعراس، المتهم بلعب دور الوسيط، الذي يؤمن تهريب أسلحة بلعيرج إلى المغرب.

واعتقل علي أعراس ومحمد الباي، اللذين تتهمهما الرباط بالتورط في علاقة بخلايا إرهابية وتهريب الأسلحة، على يد عناصر الحرس المدني الإسباني، بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن السلطات المغربية. وذكرت مصادر أمنية إسبانية أنه لن يجري تسليمهما للسلطات المغربية، في حالة تأكيد تورطهما في الإعداد لعمليات تخريبية بإسبانيا، أو أنهما على علاقة بخلايا إرهابية، بعد الحصول على استنتاجات البحث والتحقق من المواد والوثائق، التي صادرتها الشرطة في شقتيهما، والتي تشمل مجموعة من الكتب الدينية والأقراص المدمجة والأقراص المحلية للحواسيب.

وأكدت معظم وسائل الإعلام الإسبانية، التي تابعت الموضوع أمس الخميس، استنادا إلى مصادر قضائية، أن سانتياغو بيدراث، قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، بعث بإرسالية إلى قاضي مليلية، يطلب منه زيارته في مدريد للاجتماع به قصد البت في مسألة ترحيل المعتقلين إلى المغرب.

وأضافت المصادر أن علي أعراس ومحمد الباي اعتقلا في زنقتي سانطو دومنغو وبالافوكس دي باطيريا، في حي وكابيريساث، الذي يقطنان به، بعد عملية تفتيش ومداهمة، نفذتها عناصر الحرس المدني لشقتي المشتبه بهما، وصودرت فيهما مواد ووثائق ما زالت في طور البحث للتأكد مما إذا كانت المعلومات المضمنة فيهما تبرز تورطهما فعلا في عمليات إرهابية وتهريب الأسلحة.

وأفادت المصادر أن المعتقلين، اللذين يحمل أحدهما الجنسية الإسبانية، كانا موضوع بحث من طرف المغرب للاشتباه في مشاركتهما في عمليات ترويج الأسلحة. ويفترض أنهما استعملا مدينة مليلية بوابة لإدخال أنواع مختلفة من العتاد والذخيرة إلى المغرب، بعد جلبها من بلدان في أوروبا الوسطى.

وأضافت المصادر نفسها أن السلطات المغربية تعتبر علي أعراس عضوا ضمن "حركة المجاهدين في المغرب"، وأنه انتمى إليها سنة 1982، كما يشتبه في علاقته باعتداءات 16 ماي 2003، في الدارالبيضاء، فيما يشبته في أن محمد الباي على علاقة بشبكة بلعيرج الإرهابية، التي جرى تفكيكها من طرف السلطات المغربية في فبراير الماضي، والتي أفضت إلى اعتقال 38 شخصا يشتبه في أنهم كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات تخريبية في المغرب، أحيل منهم 35 على استئنافية سلا.

وأبرزت أن محمد الباي متهم بكونه المكلف بربط الاتصال مع مهربي الأسلحة الموجودين في أوروبا الوسطى، وأيضا بمهمة تأمين إدخالها إلى المغرب.

وقال عبد المالك البركاني، مستشار رئاسة الحكومة المنتدبة بمدينة مليلية المحتلة، في تصريحات للصحافة، إن اعتقال المشتبه بهما، علي أعراس ومحمد الباي، جرى بتعاون بين السلطات الإسبانية والمغربية، وأوضح أن "الاعتقال يترجم مدى التعاون بين المغرب وإسبانيا ضد الإرهاب الدولي"، مؤكدا أن المعتقلين وضعا، ليلة الثلاثاء الماضي، في السجن بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية جهادية.

من جهته، قال خوصي فيرنانديس تشاكون، مندوب الحكومة الإسبانية، ليومية "أنفو مليلية"، إن اعتقال المتهمين وإدخالهما السجن، وأيضا تفتيش شقتيهما، جاء بعد قرار من الهيئة القضائية الأولى، التابعة للمحكمة الوطنية الإسبانية، التي منحت ترخيصا بذلك لمحكمة الجنايات في مدينة مليلية.

وأوضحت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أن علي أعراس، يعيش في مليلية منذ سنوات عدة، ويتوفر على بطاقة إقامة بالمدينة، وجواز سفر بلجيكي، بينما محمد الباي، الذي يحمل الجنسية الإسبانية، يقطن بالمدينة نفسها، منذ أكثر من عشرين سنة. ويشتغل أحدهما في النقل المستقل، والثاني في مجال البناء.




تابعونا على فيسبوك