صدر أخيرا كتاب جديد للباحث والناقد المسرحي عبد الواحد بن ياسر تحت عنوان "المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث".

ويحاول الكتاب، الذي يقع في436 صفحة من القطع الكبير، الإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بقدرة المسرح العربي على التعبير عن رؤية العرب والمسلمين لتاريخهم ولذواتهم، وعن إمكانية الحديث عن وجود دراما حقيقية بدون رؤية مأساوية أصيلة وحس مأساوي عميق.

كما يبحث هذا الإصدار في قضايا تهم التراجيديا وتمظهراتها في المسرح العربي، وعما إذا كان للفواجع الحضارية والسياسية التي عاشها العالم العربي دور في انبثاق وعي مأساوي عميق، وبلورة صيغة تراجيدية أصيلة في المسرح العربي، فضلا عن تساؤله عن قدرة المسرحيين العرب على تمثل الأعمال المأساوية المكتشفة بما تقوم عليه من أسس فلسفية وفكرية وعلى استيعاب خصائصها الجمالية والفنية وعن مفهوم المسرحيين العرب للمأساة والرؤية المأساوية.

وبهذا الخصوص، يقول المؤلف إن الإشكاليات التي يطرحها الكتاب هي "بعض من الأسئلة والهموم التي تحرك موضوع هذا الكتاب وتسكن فكر صاحبه ووجدانه منذ سنوات عديدة
وهي في رأينا أسئلة جوهرية بالنسبة لحاضر المسرح العربي ومستقبله، حاولنا الإجابة عنها -قدر الإمكان ـ من خلال قراءة فلسفية نقدية خاصة".

وأوضح أن هذه القراءة النقدية تمت للنصوص المسرحية التي تمتد من بدايات المسرح العربي الأولى وحتى مشارف السبعينات من القرن العشرين، معتمدا في انتقائها على »النمذجة والتمثيل فاتجه اختيارنا إلى أكثرها تعبيرا عن الرؤية المأساوية سواء في تجلياتها البارزة أو في صيغها الكامنة المستترة".

وفي تصديره للكتاب، اعتبر الناقد محمد السرغيني أن هذا الإصدار استطاع أن يجيب عن مجموع القضايا الإشكالية التي تداولها بالبحث والتحليل والنقد"بصرامة منهجية وإحاطة بكل المعطيات التي يتطلبها العمل العلمي، من التوثيق والتتبع ومنطقية التبويب والانتهاء عبر كل ذلك إلى فكرة مركزية قام عليها هاجس تأليفه".

وتضمن الكتاب، الذي نشر بدعم من جامعة القاضي عياض بمراكش، خمسة فصول تناولت "المأساة العربية المفقودة بين المتعالي والتاريخ" و"تجارب التأسيس والتأصيل المسرحيين ومسألة المأساة"، و"المسرح الشعري العربي ومسألة المأساة" إضافة إلى »توفيق الحكيم ومشروع التأصيل المأساوي"، و "الأشكال السفلى للمأساة في المسرح العربي المعاصر".

والكاتب أستاذ للمسرح والنقد الأدبي والأنتروبولوجيا الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، وله بحوث ومقالات منشورة في مجلات وفي مؤلفات جماعية، ومشاركات في ندوات علمية ومهرجانات فنية عديدة، صدر له كتاب"حياة التراجيديا، في فلسفة الجنس التراجيدي وشعريته" (و م ع) .