الإسلاميون المغاربة مبتهجون بفوز حماس الانتخابي

أكدوا أن صحوة إسلامية ديمقراطية تهب على العالم الإسلامي

الجمعة 27 يناير 2006 - 18:22
سعد الدين العثماني

اعتبرت ثلاثة أحزاب "إسلامية" مغربية، هي العدالة والتنمية والنهضة والفضيلة والبديل الحضاري، أن الفوز "الكاسح"، الذي حققته حركة /حماس/ في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، بـ "الأمر الطبيعي والحتمي"، نافية التقديرات، التي ذهبت إلى حصول "مفاجأة" في هذا الفوز.

وقال عبد الله باها، رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية، الذي يقوده سعد الدين العثماني، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، إن حصول حماس على الأغلبية بـ 76 مقعدا من مقاعد المجلس التشريعي البالغ عددها 132، مقابل 43 مقعدا لحركة فتح، هو صيرورة لمسلسل صحوة إسلامية وديمقراطية بالعالم الإسلامي، وأضاف موضحا أن "العقدين الأخيرين من القرن الماضي، سجلا بداية مرحلة دخول الحركات الإسلامية إلى مضمار السياسة، وهو ما حمل جبهة الإنقاذ الجزائرية في التسعينات إلى المقدمة في انتخابات 1992، الأمر نفسه ينطبق على المغرب مع حزب العدالة والتنمية".
وخلص باها إلى أن المشرق الإسلامي اليوم بدأ يعرف صحوة إسلامية، وأن هناك في العالم صحوة دينية مندمجة مع العمل السياسي، وأكثر ما يميز العالم الإسلامي هو تمازج صحوتين في آن واحد، هما الصحوة الديمقراطية والإسلامية.
من جانبه، قال المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، الذي حصل قبل بضعة أشهر على وصل الإيداع القانوني ليرى النور كثاني حزب "إسلامي" بالمغرب بعد العدالة والتنمية، إن انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية يمثل انتصار إرادة الشعب الفلسطيني، والرغبة في محاربة الفساد، مضيفا "من صبر وصل، إنهم عملوا بجدية وخدموا الشعب الفلسطيني، وهم اليوم يحصدون ثمار عملهم".

وأوضح المعتصم، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، أن وصول حركة حماس لن يوقعها في جدلية الدين والسياسة، لأن الحركة تتوفر على مشروع سياسي ومجتمعي منذ تأسيسها، وأنها بدأت كحركة إسلامية نشطت بالشارع الفلسطيني، وأسست لقاعدة جماهيرية، وتابع قائلا إن "استراتيجية حماس تعتمد على البرغماتية، لأنهم أناس مارسوا السياسة".
أما محمد الخليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، ثالث حزب إسلامي في المغرب، فاعتبر، من جهته، أن فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة، ترجمة قوية لإرادة الشعب الفلسطيني، وأن الشعوب الإسلامية بدأت تدرك أهمية العمل السياسي والديمقراطي، خاصة في المشرق العربي، وأضاف الخليدي أن ميزة المغرب هي أنه بلد حافظ على هويته الإسلامية طيلة أربعة عشر قرنا، وأن إمارة المؤمنين في المغرب ضامن كبير لاستمرار الحفاظ على هذه الهوية.
في الجانب الفلسطيني، بدا جليا أن حماس تسعى للظهور بصورة الاعتدال، والتفاوض مع الرئيس محمود عباس، فيما تبدو حركة فتح، التي فقدت الأغلبية، مترددة بشأن المشاركة في حكومة تشكلها الحركة الإسلامية.
وأكدت حماس أمس مجددا عدم ممانعتها في إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 دون الاعتراف بشرعية الدولة العبرية على باقي الأراضي الفلسطينية.

وقال إسماعيل هنية، القيادي في حماس، إنه اتفق مع الرئيس محمود عباس على لقائه خلال أيام للتشاور بشأن تشكيل الحكومة، التي يفترض أن تكلف الحركة الإسلامية بتشكيلها بعد فوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي.
وقال هنية للصحافيين بعد صلاة الجمعة "اتصلت بالرئيس قبل صلاة الجمعة، وهنأته على نجاح العملية الشورية والديموقراطية وهو هنأ حماس. وأكدنا له أن حماس كما ستحافظ على الحقوق والثوابت، ستعزز الشراكة السياسية وستنسق مع كل القوى".
وأضاف: "نحن نختلف مع الرئيس سياسيا وفي الرؤية حول طريقة استعادة الحقوق، لكن هذا لا يعني أن حماس ستكون في عراك مع مؤسسة الرئاسة".




تابعونا على فيسبوك