انطلقت عشية أمس فعاليات الجمع التحضيري للمنتدى الاجتماعي المغاربي الأول، الذي سيمتد طيلة ثلاثة أيام 27 إلى 29 يناير الجاري، بمركب الأمير مولاي رشيد للطفولة والشباب ببوزنيفة، تحت شعار "من باماكو إلى بوزنيقة".
وذكر بيان للمنتدى الاجتماعي المغاربي أن هذا الجمع الذي سيعرف مشاركة أكثر من 400 من مناهضي العولمة من مختلف دول المغرب العربي، بالإضافة إلى مهاجرين مغاربيين بأوروبا ومدعوين من الحركات الاجتماعية الدولية، يهدف إلى توحيد جهود الحركات الاجتماعية في المنطقة للتأكيد على ضرورة بناء "مغرب عربي من أجل الشعوب" وتحديد سبل ووسائل تحقيقه.
ن جهته، قال عبد القادر أزريع، عضو السكرتارية المغاربية للمنتدى الاجتماعي، إن لقاء بوزنيقة مجرد جمع إعدادي للمنتدى المغربي المرتقب، مشيرا إلى أنه يعد أكبر جمع إعدادي من نوعه سيجمع المغاربيين، تتويجا لمسار انطلق منذ ثلاث سنوات.
وتابع أزريع موضحا "توج هذا النقاش بقرار نهائي في المنتدى الاجتماعي ببرشلونة، إذ تقرر بإجماع كل الفعاليات الحاضرة جزائرية وتونسية ومغربية عقد هذا الجمع الإعدادي التحضيري بالمغرب ببوزنيقة".
واعتبر عبد القادر أزريع أن ما تحقق كذلك وهو مكسب إيجابي جدا، كون المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي، تبنى فكرة عقد هذا الجمع الإعدادي ببوزنيقة، وأبدع شعارا له "من باماكو إلى بوزنيقة" حتى يدخل في إطار دورة المنتديات الجديدة أي دورة باماكو.
ومضى عضو السكرتارية المغاربية للمنتدى الاجتماعي قائلا "بالرغم من طبيعة هذا الجمع التنظيمية والإعدادية، فهو كذلك محطة دولية، إذ سيحصل خلاله تواصل مع منتدى كاراكاس ببوزنيقة، إضافة إلى كونه سيعرف حضور شخصيات دولية مفكرة في مسار المنتدى الاجتماعي العالمي وعلى رأسها كونديزو من البرازيل الذي يعد من بين المؤسسين للمنتدى الاجتماعي العالمي، إلى جانب شخصيات أخرى وازنة من فرنسا ودول أوروبية أخرى، وضيوف ممثلين للمشرق العربي من لبنان وبعض الدول العربية الأخرى".
وأكد المصدر ذاته أن الهدف من الجمع الإعدادي ببوزنيقة »يتجسد في تهيئ المنطقة للانخراط في هذه الحركة الاجتماعية الجديدة بحثا عن منطقة مغاربية أخرى ممكنة تسود فيها الديموقراطية وحقوق الإنسان، من أجل قوة مبدعة وفاعلة في التوازنات الدولية العامة.
جدير بالذكر أنه منذ أول دعوة لتأسيس المنتدى الاجتماعي المغاربي، سنة 2004، والتي أطلقت بمناسبة الدورة الثانية للمنتدى الاجتماعي بالمغرب، شرعت لجنة مؤقتة للمتابعة في العمل بشكل مكثف من أجل تحقيق هذا المشروع على اعتبار أنه يمثل مرحلة حاسمة نحو تأسيس هذا المنتدى المغاربي.
كما أن المجلس الإقليمي للمنتدى الاجتماعي الإفريقي، الذي يساهم اليوم في وضع لبنات المنتدى الاجتماعي المغاربي بمدينة بوزنيقة كما ساهم في تكوين عدد من المنتديات بجهات مختلفة في إفريقيا، 44 دولة إفريقية، يروم تعبئة المجتمع المدني في القارة السمراء وخارجها لمقاومة العولمة الليبرالية والبحث عن آفاق بديلة تخدم مصالح مختلف شعوب العالم خاصة منها المتضررة .
على صعيد آخر، أبرز أزريع أن اللقاء الإعدادي ببوزنيقة، سيحدد منهجية تنظيم المنتدى الاجتماعي المغاربي المقبل، سواء على مستوى المحاور الموضوعاتية مثل الفقر والأمية والبطالة والمخدرات والحرب والسلم وكذا قضايا الشباب والمرأة والهجرة، مشيرا إلى أنه سيحتضن ورشة خاصة بالتوسيع، لدراسة الخطة الأنجع لتعميم شعار المنتدى الاجتماعي المغاربي، من أجل استقطاب جمعيات المجتمع المدني ومركزيات نقابية
وأعلن أزريع أن اليوم الأول من الجمع الإعدادي، سيتضمن جلسة عامة لتقديم محاور النقاش، في ما سيكون اليوم الثاني خاصا بالورشات ليس فقط من أجل النقاش في مضمون المحاور المطروحة، لكن كذلك من أجل ضبط طريقة التداول فيها والتعامل أثناء المنتدى المقبل، على أن يكلل اليوم الأخير (يوم الأحد) بلقاء مح الصحافة لتقديم خلاصات الورشات .
وفي سياق استعراضه للضوابط المحددة للمشاركة في المنتديات الاجتماعية سواء القارية أو الجهوية، أكد أزريع أنها ضوابط خاصة مستمدة من ميثاق بورتو أليكري »ميناء السعادة« التي احتضنت أول منتدى اجتماعي عالمي بالبرازيل .
واستطرد قائلا "هذا الميثاق يحرم على الحركات المسلحة وعلى الأحزاب والحكومات المشاركة في المنتديات الاجتماعية، وهذا ليس معناه حرمان الشخصيات السياسية سواء التي تقلدت مناصب حكومية أو لا من المشاركة في المنتديات الاجتماعية، لكن يلزمهم بالمشاركة باسم جمعياتهم المدنية".
يذكر أن الجمع العام المغاربي، يعرف بالإضافة إلى مشاركة الدول المغاربية، مشاركة الطيف المدني والمغاربي بكل مكوناته من طنجة إلى الكويرة، بحضور جمعيات مدنية من العيون والسمارة والداخلة، كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان أو منتدى الإنصاف والمصالحة وجمعية ضحايا الألغام وغيرها .