ثباتيرو في سبتة ومليلية السليبتين الثلاثاء المقبل

الجمعة 27 يناير 2006 - 16:48
خوسي لويس رودريغت ثباتيرو

أفادت مصادر حكومية إسبانية أن رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو سيقوم، ابتداء من 31 يناير المقبل، بزيارة رسمية إلى مدينتي سبتة ومليلية السليبتين.

وأضافت المصادر ذاتها أن الأجندة المحددة للزيارة، تشير إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية، سيزور في 31 يناير الجاري مدينة مليلية، على أن ينتقل إلى زيارة سبتة في فاتح فبراير.

وكانت أول زيارة رسمية قام بها رئيس حكومة إسبانية إلى المدينتين السليبتين، هي تلك التي قام بها الرئيس السابق أدوولفو سواريث عام 1980، ثم أعقبتها زيارتان قام بهما رئيس الحكومة الإسبانية ما قبل الأخيرة، خوسي ماريا أثنار في ينايرعام 2000، وفي فبراير عام 2004، لكن ليس بصفته رئيسا للحكومة، بل كزعيم حزب سياسي وفي سياق حملات انتخابية.

وجاء إعلان قصر رئاسة الحكومة الإسبانية الحالية عن موعد الزيارة المرتقبة لثباتيرو، بعد أن كان رئيس الحكومة الإسبانية الحالي وعد في 8 نوفمبر الماضي، إبان أزمة المهاجرين السريين الأفارقة الذين اقتحموا جماعات الحواجز الحدودية بسبتة ومليلية، بالقيام بزيارة إلى المدينتين السليبتين.

ولم يأت تحديد هذا الموعد إلا أخيرا وبضغط ملحوظ من اليمين الإسباني، وخاصة من رئيسي المدينتين السليبتين اللذين ينتميان إلى الحزب الشعبي.

وكان الحزب الشعبي المعارض الذي خسر الحكومة الإسبانية بعد انهزامه في استحقاقات الرابع عشر من مارس عام 2004، سعى إلى تسويق تأخر حكومة ثباتيرو في تحديد موعد لزيارة رسمية للمدينتين، على أنه استئذان من الرباط للقيام بهذه الزيارة.

وبدوره، حاول رئيس مليلية وهو من الحزب الشعبي اليميني، التصعيد من ضغطه على حكومة ثباتيرو في جلسات برلمانية، ثم قال في تصريحات سابقة "إنه لا يرغب في زيارة ثباتيرو إذا جاءت بعد استئذان الرباط".

يذكر أن مسؤول الاتصالات في حكومة ثباتيرو، نفى أول أمس في حديث له أمام الصحافة أن يكون جرى أي اتصال بالرباط في هذا الشأن، أو إعلامها بالزيارة بشكل مسبق.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر متطابقة أن وفدا وزاريا سيرافق ثباتيرو في زيارته الرسمية المنتظرة في 31 من يناير الجاري إلى المدينتين السليبتين من دون أن يجري تحديد من هم أو عددهم.

من جانبها، ذكرت الصحافة الإسبانية في سياق تداولها لخبر الإعلان عن الزيارة الرسمية لثباتيرو إلى سبتة ومليلية، بالموقف التقليدي للمغرب من هذه الزيارات، ووصفتها »بأنها مواقف لا تعكس ارتياحا لدى الرباط من هذه النوعية من الزيارات إلى مدينتين تطالب بعودتهما إلى حضيرتها".

وقالت صحيفة إلموندو إن "المغرب نجح بفعل ضغوطه في عام 1997، في تقليص وخفض تمثيلية الدولة الإسبانية في الاحتفالات التي أجريت بمناسبة إحياء ذكرى تأسيس مدينة مليلية".

جدير بالذكر، أن العاهل الإسباني والأمير فيليبي لم يسبق لهما أن قاما بأي زيارة إلى المدينيتين السليبتين.

وتعد سبتة ومليلية السليبتان من أكبر القضايا التي تطرح على مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية التي تشهد في هذه الفترة انتعاشا ملحوظا، منذ اندحار الحزب الشعبي اليميني في الانتخابات الرئاسية الإسبانية الأخيرة.

وكانت قضية سبتة ومليلية، طفت على أجندة التداول السياسي هنا في إسبانيا في عدة مناسبات، كان أبرزها الفترة التي شهدت محاولات اقتحام جماعية من مهاجرين سريين أفارقة، قدموا من جنوب الصحراء من أجل الوصول إلى المدينتين السليبتين سبتة ومليلية ومن ثمة إلى إسبانيا.

وسعى الحزب اليميني في تلك المناسبة إلى توظيف الأحداث لصالح توتير العلاقات المغربية الإسبانية الحالية، وذلك بتسويق فكرة وجود نية مسبقة من المغرب للاستفادة من عمليات اقتحام المهاجرين الأفارقة لحدود المدينتين، من أجل تعزيز مطالبته بعودة الميدينتين.

وقبلها كذلك كانت المدينتان، استأثرتا بالمشهد السياسي والإعلامي الإسباني، عندما كشفت الاستخبارات العكسرية بالمدينتين من خلال تقرير أعدته، وجود مخاوف تحذر من تنامي عدد المسلمين في سبتة ومليلية وما يشكله ذلك من تهديد صريح لمستقبل هويتيهما.

كما أن الحزب الشعبي، سبق له أن استغل فرصة تعيين ماكسيمو كارخال وهو ديبلوماسي سابق، ورئيس للجنة التحالف الحضاري من طرف ثباتيرو، كان قد نادى في كتاب له ألفه عن إسبانيا بإرجاع المدينتين سبتة ومليلية إلى المغرب، ليحاولوا إيهام الإسبانيين أن »التقارب بين المغرب وإسبانيا يجري على حساب المصالح الإسبانية.




تابعونا على فيسبوك