أكد الوزير الأول إدريس جطو الأربعاء الماضي، أن زيارته لغواتيمالا "تتوخى تعميق، بشكل أكثر، علاقات التعاون بين البلدين".
وقال جطو في كلمة له خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي ترأسه الرئيس الغواتيمالي أوسكار برغير بيردومو "إنه لشرف كبير بالنسبة لي أن أتواجد حاليا بجمهورية غواتيمالا بصفتي مبعوثا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب إلى فخامتكم، في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بلدينا".
وفي هذا الصدد أكد جطو أن مذكرة تفاهم لتعزيز المشاورات السياسية الموقعة بين المغرب وغواتيمالا في سادس شتنبر سنة 1999 "شكلت بدون شك، على أكثر من صعيد، نقطة انطلاقة واعدة" بالنسبة للتعاون بين البلدين اللذين "لهما نفس الانشغالات والأهداف" المبنية على الدفاع عن قيم السلام والاستقرار والازدهار بالنسبة لشعوب العالم.
من جهة أخرى، أبرز الوزير الأول انخراط المغرب، بقيادة جلالة الملك في مسلسل واسع من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "والتي تظهر نتائجها الإيجابية منذ الآن بكل الميادين في حياة المواطنين".
وأضاف أن تعزيز دولة الحق والحريات الفردية والجماعية ومحاربة الفقر والتهميش "مكن المغرب من الانخراط بثقة في القرن الـ 21" لرفع جميع التحديات.
وبعد أن ذكر بأن المغرب "بلد يعمل بالتزام لفائدة السلام والتعاون" وعضو في اتحاد المغرب العربي "الذي يظل بالنسبة لبلدنا خيارا استراتيجيا للاندماج الإقليمي"، أكد جطو أن بناء هذا الاتحاد "مع ذلك، يعرف عرقلة منذ سنوات بسبب النزاع المصطنع في الصحراء الذي يعمل خصوم الوحدة الترابية لبلدي على استمراره بكل الوسائل".
وشدد جطو على أن المغرب، قطب الاستقرار في المنطقتين المغاربية والمتوسطية، يظل مع ذلك على اقتناع بأن "إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه ودائم في إطار الأمم المتحدة، وحده الكفيل بضمان حل مشرف للأطراف".
ويقوم هذا الحل - يضيف الوزير الأول- على تمتيع الصحراء بحكم ذاتي موسع بشكل يضمن لسكانها تدبير شؤونهم الجهوية في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية.
من جانبه، أكد الرئيس الغواتيمالي أن هذه الزيارة تمثل "رسالة معبرة عن الصداقة وستكون لها بدون شك نتائج إيجابية على حاضر ومستقبل العلاقات" بين البلدين.
كما أبرز الرئيس برغير تطابق وجهات نظر المغرب وغواتيمالا بخصوص عدد من القضايا المهمة خاصة البحث عن حلول لمشكل الفقر وإنعاش اقتصاد البلدين عبر اتفاقات التبادل الحر وتعزيز سياستيهما الخارجية وجهودهما لفائدة إرساء السلام والأمن والاستقرار في العالم.
وبعد أن أكد على الموقع الجغرافي المتميز والمؤشرات الماكرو اقتصادية للمغرب وغواتيمالا، أكد برغير حرصه على تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في قطاعي التجارة والسياحة.
وكان الوزير الأول إدريس جطو أجرى يوم الأربعاء الماضي مباحثات مع الرئيس الغواتيمالي أوسكار برغير بيردومو.
وبحث الجانبان، خلال هذا اللقاء، عددا من القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي، خاصة في المجال الاقتصادي، وكذا السبل الكفيلة بتعزيزه أكثر. وجرت هذه المباحثات بحضور الوفد المرافق للوزير الأول وسفير المغرب في المكسيك وأميركا الوسطى محمود الرميقي.
وتدخل زيارة جطو إلى غواتيمالا، على رأس وفد يضم على الخصوص مصطفى المشهوري وزير التجارة الخارجية ومحمد بوسعيد وزير تحديث القطاعات العامة، في إطار جولة في أميركا الوسطى ستقوده أيضا إلى كل من السالفادور والهندوراس.