عاصفة " كلاوديا" تنعش حقينة السدود بالمغرب ومؤشرات تبشر بموسم فلاحي استثنائي

الصحراء المغربية
الأربعاء 19 نونبر 2025 - 12:52

بعد سنوات متتالية من الضغوط المائية وتراجع حقينة السدود، جاءت العاصفة الأطلسية "كلاوديا" لتغيّر، ولو جزئيا، ملامح الخريطة المائية بالمملكة. فقد حملت معها تساقطات مطرية مهمة ساهمت في تحسين الوضع الهيدرولوجي بعد فترة طويلة من الشح، لتعيد الأمل لقطاع الفلاحة وللملايين من المواطنين الذين عانوا من انعكاسات الجفاف الممتد منذ ثماني سنوات.

هذه الأمطار، التي ترافقت مع انزياح المرتفع الآصوري، تركت بصمتها بشكل واضح على حقينة السدود والفرشات المائية، وهو ما أكد عليه الخبير في المناخ والبيئة محمد بن عبو، في تصريحاته التي تعكس حجم التحول الذي أحدثته "كلاوديا" خلال أيام قليلة.
وأبرز الخبير البيئي محمد بن عبو أن العاصفة "كلاوديا" كانت لها تأثيرات مائية إيجابية وملموسة على مجموع التراب الوطني، حيث شهدت أغلب السدود المغربية ارتفاعا ملحوظا في مواردها المائية، سواء السطحية منها أو الجوفية، وهو ما اعتبره مؤشرا مشجعا في بداية الموسم المطري.
فعلى مستوى إقليم العرائش، يقول الخبير ارتفعت نسبة ملء سد واد المخازن إلى 78 في المائة، بينما بلغت نسبة ملء سد الشريف الإدريسي حوالي 84 في المائة، وهو ما يمثل أهم المكتسبات المائية لحوض اللوكوس.
أما حوض سبو، فقد شهد ارتفاعا جديدا في سد الوحدة، حيث بلغت نسبة الملء به 42 في المائة، في حين حافظ سد إدريس الأول على نسبة 33 في المائة.
وأما في الجنوب، وتحديدا بإقليم تارودانت، أوضح الخبير ذاته أن سد عبد المومن سجل زيادة مهمة بلغت 12,4 مليون متر مكعب لترتفع نسبة الملء إلى 10,3 في المائة، بينما شهد سد مولاي عبد الله ارتفاعا تجاوز 7,9 ملايين متر مكعب لتصل نسبة الملء به إلى 47,9 في المائة.
ومن جهة أخرى، سجل سد بين الويدان بالحوض المائي أم الربيع نسبة ملء وصلت إلى 14 في المائة، فيما ارتفع مخزون سد المسيرة بإقليم سطات بـ2,41 مليون متر مكعب ليبلغ 2,7 في المائة. كما استفاد سد مولاي عبد الرحمان بإقليم الصويرة من ارتفاع قدره 2,6 مليون متر مكعب ليصل إلى 52,1 في المائة.
وسجل خبير المناخ أيضا الارتفاع الكامل لحقينة سد سيدي محمد بن سليمان الجزولي بالصويرة، بعد أن بلغت نسبة الملء 100 في المائة، إلى جانب تحسن وضع سد أبو العباس السبتي بإقليم شيشاوة بزيادة 2,1 مليون متر مكعب لترتفع نسبة الملء إلى 60,2 في المائة.
ويرى الخبير أن هذه المؤشرات تعتبر "جد مهمة لبداية موسم فلاحي استثنائي"، خصوصا في ظل حاجة الفلاحين الماسة إلى الأمطار لإنقاذ الموسم الزراعي ومواجهة أزمة الجفاف التي تخيّم على المملكة للسنة الثامنة على التوالي. وأضاف أن المزيد من التساقطات المنتظرة خلال الأسابيع المقبلة قد تمنح المغرب دفعة قوية نحو استقرار مائي نسبي على مستوى السدود والفرشات الجوفية.
ومع أن العاصفة "كلاوديا" لم تنه الأزمة المائية بشكل كامل، إلا أن تأثيراتها الواضحة على مخزون السدود أعادت الأمل بحدوث موسم فلاحي واعد، وفتحت الباب أمام انفراج نسبي في بلد أنهكته سنوات الجفاف الطويلة، وفق المتحدث.
ويجمع الخبراء، ومنهم بن عبو، على أن استمرار هذه التساقطات يبقى شرطاً أساسياً لتثبيت هذا التحسن، وتخفيف الضغط على الموارد المائية الحيوية التي تشكّل عماد الأمن المائي والغذائي للمغاربة.




تابعونا على فيسبوك