 
                  رغم السحر الطبيعي الذي يضفيه الضباب على الساحل، إلا أنه يظل خصما صامتا قد يحوّل رحلة عادية إلى حادث مأساوي، ما لم تُتخذ إجراءات صارمة للوقاية واليقظة.
وهذا ما حدث الجمعة عندما شهدت الطريق السيار الرابط بين مدينتي الجديدة وأزمور حادثة سير جماعية، تورط فيها عدد من الشاحنات والسيارات الخفيفة، نتيجة الضباب الكثيف الذي غطى المنطقة وانعدم معه الرؤية تقريباً.
وأوضحت مصادر من عين المكان أن الحادث وقع في الساعات الأولى من يوم الجمعة، عندما فقد أحد السائقين السيطرة على مركبته بسبب ضعف الرؤية، ما أدى إلى اصطدام متسلسل بعدة مركبات كانت تسير في نفس الاتجاه. وأسفر الحادث عن إصابات متفاوتة الخطورة بين السائقين والركاب، إلى جانب أضرار مادية جسيمة للسيارات والشاحنات.
وانتقلت إلى موقع الحادث عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية لتأمين حركة السير ونقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لتلقي الإسعافات اللازمة. كما تم فتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادث بدقة.
 ظاهرة موسمية
تشهد السواحل الممتدة بين الجديدة وأزمور خلال هذه الفترة من السنة تكاثف الضباب، خصوصاً في ساعات الصباح الباكر وأواخر المساء. ويؤكد خبراء الأرصاد أن هذه الظاهرة طبيعية وموسمية، مرتبطة بتقاطع الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال مع التيارات الدافئة والرطبة الصاعدة من المحيط، ما يؤدي إلى تشكل طبقات كثيفة من الضباب تغطي المنطقة الساحلية من الدار البيضاء إلى الجديدة.
ويؤكد سائقون مهنيون أن الضباب يمكن أن يحجب الرؤية إلى أقل من خمسين متراً، ما يجعل القيادة محفوفة بالمخاطر، خصوصاً في غياب الالتزام بخفض السرعة أو استعمال الأضواء الخاصة بالضباب.
تدابير وقائية
تدعو جمعيات السلامة الطرقية إلى تعزيز الإنارة العمومية في المقاطع الأكثر عرضة لتشكل الضباب، وتزويد الطريق بلافتات إلكترونية تحذيرية وتنبيهات آنية للسائقين. كما تشدد على أهمية حملات التوعية المستمرة لمخاطر القيادة في الضباب، خاصة بين السائقين المهنيين والمواطنين.
 
                   
                   
                   
                   
                   
                   
                   
                   
                  