يشهد إقليم الخميسات حالة من القلق المتزايد بعد تسجيل تراجع غير مسبوق في منسوب المياه بسد القنصرة، أحد أهم المزودين الرئيسيين بالماء الصالح للشرب في المنطقة.
فقد بلغت نسبة الملء، خلال اليومين الأخيرين، 21 في المائة فقط، أي ما يعادل 47 مليون متر مكعب من المياه، فيما لا تتجاوز حقينة سد الولجة المجاور 22 في المائة بمعدل 114 مليون متر مكعب.
مصدر مسؤول من وكالة الحوض المائي لسبو أوضح في تصريح لجريدة "الصحراء المغربية" أن هذا الانخفاض المقلق يعود إلى توالي سنوات الجفاف خلال الخمس سنوات الأخيرة، وضعف التساقطات المطرية في فصل الشتاء، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة في فصلي الصيف والخريف، وظاهرة التبخر التي تزداد حدتها مع الرياح والحرارة العالية.
وأكد المصدر ذاته أن استمرار الظروف المناخية الحالية دون تحسن من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التراجع في المخزون المائي للسد خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن سد القنصرة يعاني حالة من الإجهاد المائي باعتباره المزود الأساسي للمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب، إذ تتراوح الكميات اليومية الموجهة للاستهلاك بين 40 و45 ألف متر مكعب.
ورغم الوضع المقلق، طمأن المصدر بأن المخزون الحالي يمكن أن يغطي حاجيات الإقليم لمدة ثلاث سنوات تقريباً، على أن يتم، في حال الضرورة، تطعيم السد بمياه سد الولجة المنجز على نفس المجرى المائي لوادي بهت، لضمان استمرار التزويد بالماء الصالح للشرب.
وفي المقابل، تم اتخاذ إجراءات صارمة لترشيد استهلاك الماء، من بينها توقيف عمليات تزويد الضيعات الفلاحية بمياه السقي انطلاقاً من سد القنصرة، وهو القرار الذي يأتي بعدما كانت هذه العمليات تستهلك ما بين 40 و50 مليون متر مكعب سنوياً في فترات الجفاف، بينما تصل إلى 100 مليون متر مكعب في السنوات العادية بموجب اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للحوض المائي لسبو والمركز الجهوي للاستثمار.
وأمام هذه الحالة المائية الحرجة، دعا المتحدث جميع الفاعلين والمواطنين إلى تبني سلوك مسؤول في استهلاك الماء، مذكّراً بأن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة باتت تشكل تهديداً مباشراً للأمن المائي بجهة الغرب وإقليم الخميسات على وجه الخصوص.