تتجه الأنظار في العاصمة الاقتصادية، اليوم الأربعاء، إلى الجلسة الثانية من الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025 لمجلس جماعة الدارالبيضاء، والتي ينتظر أن تكون من بين أكثر الدورات كثافة من حيث الملفات المعروضة، وحساسية من حيث تأثيرها المباشر على حياة المواطنين.

بين العقار، والبنية التحتية، والمشاريع الثقافية والبيئية، تضع الجلسة الجماعة أمام امتحان جديد يتعلق بمدى قدرتها على تحويل الوعود إلى قرارات ملموسة.

من "القلب المقدس" إلى مشاريع التهيئة

في مقدمة الملفات التي سيتدارسها المجلس، تبرز قضية كنيسة القلب المقدس الواقعة بحديقة الجامعة العربية، والتي ظلت لسنوات محط نقاش بين الفاعلين المحليين.
سيصوت المجلس على تعديل المساحة الأصلية للعقار من 9870 مترا مربعا إلى حوالي 10.534 مترا مربعا، إلى جانب تحديد الثمن التقييمي من طرف اللجنة الإدارية لاقتناء هذا العقار.
هذه الخطوة تُعد تمهيدا لإعادة تأهيل هذا الفضاء التاريخي وتحويله إلى مركز ثقافي وفني يحتضن فعاليات المدينة.
كما تتضمن الدورة مشاريع تفويت واقتناء قطع أرضية متفرقة بتراب مقاطعات المعاريف، وسيدي بليوط، وعين الشق، والحي الحسني، واسباتة، إما لأغراض التهيئة الطرقية أو لإحداث مرافق عمومية جديدة.
ويُتوقع أن تثير ملفات نزع الملكية ومشاريع الاستثمار في الملك الجماعي نقاشا محتدما، خصوصا تلك المتعلقة بإحداث منطقة للأنشطة الاقتصادية في اسباتة، التي تمتد على مساحة تناهز 90 ألف متر مربع.

جيل جديد من المشاريع الشبابية

واحدة من النقاط التي أثارت اهتمام الشارع البيضاوي تتعلق بمشروع اتفاقية شراكة ثلاثية بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع التواصل) وجماعة الدارالبيضاء وعمالة الدارالبيضاء، لإحداث فضاء مخصص للألعاب الإلكترونية.
هذه المبادرة تأتي في سياق التحولات الرقمية التي تشهدها المدينة، وتستجيب لطموحات آلاف الشباب المهتمين بمجال الرياضات الإلكترونية، والتي أصبحت قطاعا اقتصاديا وثقافيا قائما بذاته.

الميزانية والتدبير المالي في قلب النقاش

في الجانب المالي، سيصوت المجلس على مشروع ميزانية جماعة الدارالبيضاء برسم سنة 2026، وهو الملف الذي ينتظر منه المواطنون أجوبة عن الأسئلة الكبرى المرتبطة بتحسين النظافة وجودة الخدمات الجماعية، ودعم النقل العمومي، وتمويل مشاريع البنية التحتية البيئية.
كما تشمل الجلسة دراسة تحويلات واعتمادات مالية داخل ميزانية 2025، وبرمجة الدفعة الثالثة من القرض الإضافي للبنك الدولي، إلى جانب النظر في مبالغ مسترجعة من شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للخدمات".
هذه البنود، وإن بدت تقنية، إلا أنها تمس بشكل مباشر كفاءة التسيير المحلي وشفافية تدبير المال العام.

البيئة والنفايات.. هاجس المدينة الدائم

ولأن معضلة النفايات لا تزال تؤرق البيضاويين، تدرج الجماعة ضمن جدول أعمالها ملحقا تعديليا لاتفاقية الشراكة الخاصة باستقبال نفايات جماعة الدارالبيضاء في إقليم مديونة. والهدف من التعديل هو تحسين الإطار البيئي وتقليص الضغط على المطرح الحالي، في انتظار مشروع متكامل لتدبير النفايات بشكل مستدام.

إشهار ومزادات واستغلال الملك العام

تشمل الدورة أيضا دراسة مشاريع دفاتر التحملات الخاصة بـ"الاستغلال المؤقت للملك العام الجماعي"، سواء عبر الأكشاك التي كانت تديرها شركة "AVIPHONE"، أو من خلال لوحات الإشهار الصغيرة “SUCETTES”.
هذه المشاريع ستُعرض للمزايدة العمومية، في محاولة لتقنين هذا المجال الذي ظل لسنوات يُتهم بالفوضى وضعف العائد المالي للجماعة.

---