داخل أروقة معرض الفرس بالجديدة، لم يكن يوم أمس الثلاثاء يوما عاديا. فبين صهيل الخيول ورائحة التبن التي تعبق بالمكان، انعقدت ندوة علمية ضمن النسخة الثانية من يوم الفرس الرقمي، تحت شعار "الرقمنة في خدمة العناية بالخيل".
المناسبة جمعت خبراء ومسؤولين وفاعلين في المجال الفلاحي والرقمي، ليناقشوا كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعيد رسم مستقبل الفروسية.
في الكلمة الافتتاحية، التي ألقتها نيابة عن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أحمد البواري، مديرة القطب الرقمي لبنى المنصوري، جرى التأكيد على أن الرقمنة لم تعد خيارا ثانويا، بل أضحت محركا استراتيجيا لدعم تحديث قطاع الخيول ومواكبته في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
على هامش الندوة، صرح عمر الصقلي، المدير العام للشركة الملكية لتشجيع الفرس، لـ"الصحراء المغربية" أن اللقاء فرصة لتبادل التجارب بين فاعلين محليين وخبراء دوليين، خاصة من فرنسا، مشيرا أن هذا التفاعل يفتح المجال لأفكار جديدة لتطوير القطاع. وأضاف أن الرسالة موجهة أساسا إلى الشباب، لأن عالم الخيول يفتح أبوابه أمامهم من خلال الابتكار الرقمي.
وأوضح الصقلي أن الرقمنة في قطاع الخيول ما تزال في بداياتها، رغم الجهود المبذولة، لكن المستقبل واعد إذا ما استثمر الشباب في حلول رقمية مبتكرة، يمكن أن تتحول إلى شركات وخدمات تدعم القطاع وطنيا ودوليا. وأكد أن الذكاء الاصطناعي يملك إمكانات هائلة لتحليل الأداء الرياضي للخيول، تحسين النسل، ودعم البحث العلمي، وهو ما سيجعل المغرب في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.
النقاش داخل الندوة تجاوز الإطار النظري إلى تقديم أمثلة ملموسة حول ما يسمى بـ"الإسطبلات الرقمية"، التي تمكن من مراقبة صحة الخيول بشكل يومي، وتتبع أدائها الرياضي عبر بيانات دقيقة. المتدخلون أبرزوا أن التكنولوجيا باتت أداة استراتيجية لدعم الاستثمار في عالم الخيول، ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضا على الصعيد الدولي.
كما تم التطرق إلى آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي في العناية بالخيل، من تتبع الحالة الصحية إلى تطوير أساليب التدريب وتحليل السلالات. واختتم اللقاء بعرض تكنولوجي داخل جناح القطب الرقمي، كشف عن أحدث التطبيقات الموجهة لمواكبة القطاع وتحسين طرق تربية وتدريب الخيول.
تصوير: حسن السرادني