بعد نجاحه الكبير في دورة 2024 التي استقطبت أكثر من 160 ألف زائر من المغرب وخارجه، يتحول معرض الفرس للجديدة 2025 إلى منصة دولية متعددة الأبعاد، تجمع بين التراث والفروسية والابتكار الرقمي. الدورة المقبلة ستشهد مشاركة أكثر من 200 ألف زائر، وتضم فضاءات واسعة للمسابقات، وأروقة للعرض، ومساحات مطاعم، إلى جانب مناطق موضوعاتية مثل "قرية الأطفال" و"قرية الفن والثقافة".
في هذا الحوار، يستعرض الدكتور الحبيب مرزاق، مندوب المعرض، الرؤية الاستراتيجية الجديدة، وآليات تعزيز مكانة الفرس المغربي عالمياً، إضافة إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة صحة وتربية الخيول، وتحقيق قيمة مضافة للمدينة والإقليم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.
- ما هي ملامح الاستراتيجية الجديدة لمعرض الفرس، وكيف تختلف عن الدورات السابقة؟
الاستراتيجية الجديدة تقوم على الجمع بين الحفاظ على مكتسبات الدورات الماضية والانفتاح على المستجدات العالمية في مجال الفروسية. فالمعرض لم يعد مجرد حدث احتفالي، بل تحول إلى منصة دولية متعددة الأبعاد، تجمع بين التراث والثقافة والرياضة، إلى جانب البعد العلمي والبحثي، ثم الاقتصادي والاجتماعي.
الدورة الحالية تركز على تنويع فضاءات العرض لتشمل الابتكار الرقمي والتكنولوجي، وبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع فاعلين عالميين، مع إيلاء أهمية أكبر للشباب والبحث العلمي والتكوين، وتعزيز حضور الفرس المغربي كسفير للهوية الوطنية وواجهة للمغرب في الخارج.
- كيف توازنون بين الحفاظ على البعد التراثي والثقافي وتعزيز مكانة المغرب عالمياً؟
الاستراتيجية تقوم على الدمج بين الأصالة والمعاصرة. فقد خُصصت منافسات للخيول العربية الأصيلة والبربرية والعربية البربرية، إلى جانب عروض يومية تستحضر الموروث الثقافي. كما تنظم ندوات أكاديمية وفكرية حول موضوع الدورة: "العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية" بمشاركة خبراء وأكاديميين.
وتتواصل الجهود لتثمين الفنون المرتبطة بالفرس، من خلال الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، إلى جانب إحداث جائزة للشعر المرتبط بالفرس، وإبراز الحرف التقليدية المرتبطة بالفروسية.
أما على مستوى الرياضة، فيحتضن المعرض منافسات الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للقفز على الحواجز، التي تتوج الدوري الملكي المغربي، بمشاركة أسماء عالمية وازنة في هذا التخصص.
- ما دور المعرض في تعزيز الشراكات الدولية وتبادل الخبرات؟
اليوم، أصبح معرض الفرس منصة دولية تجمع المهنيين والفاعلين من المغرب والخارج، حيث تُوقع اتفاقيات تعاون مع هيئات دولية متخصصة، كما يتم استقبال وفود علمية وأكاديمية لتبادل الخبرات في التربية والتكوين وتعزيز التعاون الثنائي.
وقد تم خلال السنوات الأخيرة نسج شراكات استراتيجية مع دول رائدة مثل فرنسا، وإسبانيا، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى انفتاح جديد على دول إفريقيا جنوب الصحراء.
- في ظل التحولات الرقمية، ما هي الخطط المستقبلية لمواكبة الابتكار التكنولوجي؟
المعرض يسير نحو اعتماد رؤية رقمية حديثة، تهدف إلى إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة صحة وتربية الخيول. كما سيتم استخدام المنصات الرقمية للبث المباشر لكافة الفعاليات، من أجل الوصول إلى جمهور عالمي، إلى جانب تطوير تطبيقات ذكية للتفاعل مع الزوار توفر برامج ومعلومات في الزمن الحقيقي. كما تُعطى أولوية لتعزيز البحث العلمي في مجالات التكنولوجيا الحيوية الخاصة بالخيول.
- ما القيمة المضافة التي يحققها المعرض لمدينة الجديدة والإقليم ككل؟
معرض الفرس يتجاوز كونه حدثاً ثقافياً ليصبح رافعة اقتصادية واجتماعية. فهو يساهم في تنشيط السياحة عبر استقطاب آلاف الزوار المغاربة والأجانب، ويوفر فرص شغل مباشرة وغير مباشرة في مجالات متعددة كالفندقة والنقل والتجارة والخدمات. كما يشجع الاستثمار في البنية التحتية الخاصة بالخيول وتربية السلالات، ويجعل من المدينة والإقليم وجهة أساسية للباحثين والمستثمرين في الصناعات المرتبطة بالفرس.
- ما هو عدد الزوار المنتظرين في دورة 2025، وما هي التدابير المتخذة لاستقبال هذا الجمهور في أفضل الظروف؟
في دورة 2024، خلال النسخة الخامسة عشرة، استقبل المعرض أكثر من 160 ألف زائر من المغرب والخارج. أما بالنسبة لدورة 2025، فنحن نتوقع تجاوز 200 ألف زائر، وهو رقم يعكس جاذبية متزايدة لهذا الحدث.
فضاء معرض محمد السادس تم تصميمه كفضاء متعدد الوظائف وقابل للتكيف، يضم ميادين واسعة للمسابقات، وأروقة للعرض، ومساحات مخصصة للمطاعم، إضافة إلى فضاءات موضوعاتية متنوعة مثل "قرية الأطفال"، و"قرية الفن والثقافة"، و"رواق الجهات".
ونحرص بشكل خاص على ضمان سلاسة حركة الزوار ووضوح مسارات الفضاءات، إلى جانب تعزيز التدابير المتعلقة بالأمن والراحة سواء للزوار أو العارضين أو الوفود الأجنبية.