اختتمت السبت 16 غشت الجاري، فعاليات موسم مولاي عبد لله أمغار لسنة 2025، بعد أسبوع حافل بالأنشطة الثقافية والدينية والفنية والاقتصادية التي جعلت من هذا الموعد السنوي أكبر تظاهرة شعبية في المغرب.
وقد سجل الموسم رقما قياسيا غير مسبوق على مستوى الحضور الجماهيري، وذلك ما أوضحه رئيس الجماعة مولاي المهدي الفاطمي، بكون عدد الزوار فاق 6 ملايين شخص على امتداد أيام الموسم، وهو ما يعكس مكانته المتميزة في الذاكرة الشعبية المغربية والإقبال الكبير الذي يحظى به من طرف سكان المملكة وزوارها. و
سجل الموسم توافد عدد كبير من الزوار بشكل يومي لاكتشاف غنى الموروث الثقافي للمنطقة، والاستمتاع بفرجات التبوريدة التي احتضنتها ساحتي «المحرك الأول والثاني»، حيث شاركت من 133 سربة، منها ثلاث سربات نسائية، وأزيد من ألفي فرس في أكبر ملتقى للفروسية التقليدية بالمغرب، قدمت عروضا فرجوية أثارت إعجاب الجماهير، وجعلت من الموسم أكبر منصة لفن الفروسية التقليدية بالمغرب.
كما تميز الموسم ببرمجة فنية متنوعة، جمعت بين الأصوات الفنية المحلية ورواد الموسيقى الشعبية، واستقطبت أسماء بارزة كالفنان الستاتي وسعيد ولد الحوات وسعيدة شرف، ممن أشعلوا المنصة الفنية بحضور جماهيري واسع وصل في بعض السهرات إلى أرقام قياسية تجاوزت مئات الآلاف من المتفرجين.
وتميز ختام الموسم بأجواء استثنائية، حيث غصت الساحات والشوارع بالجماهير التي حضرت لمتابعة آخر عروض التبوريدة والسهرات الغنائية، قبل أن يتوج الموعد بعرض مبهر للشهب الاصطناعية، أضاء سماء مولاي عبد لله بألوان متلألئة، في مشهد شكل لوحة فنية آخاذة عكست قيمة هذا الحدث الوطني وفرادته.
واختتم الحفل الفني بسهرة كبرى للفنان سعيد ولد الحوات الذي استقطب عددا كبيرا من الجمهور، قدرته اللجنة التنظيمية بأكثر من 300 ألف متفرج، قدم لهم أبرز أغانيه التي تغنت بالخيل والفروسية، وغيرها من الأغاني التي تجاوب معها الجمهور بشكل كبير.
وشكل الموسم على المستوى الاقتصادي، رافعة للأنشطة التجارية والحرفية بالمنطقة، حيث نصبت عشرات الأروقة الخاصة بالصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية، إلى جانب انتعاش قطاعي الإيواء والمطاعم والخدمات، ما جعل من الموسم فضاء يساهم في الدينامية التنموية المحلية.
كما لم يغب البعد الروحي والديني عن الحدث، من خلال مواكب الولاء والزيارات التي قام بها الشرفاء الأمغاريون، والتي أكسبت الموسم بعده الرمزي المتجذر في التاريخ المغربي، إلى جانب تنظيم برنامج ديني وثقافي وعلمي أعده المجلس العلمي المحلي للجديدة والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، يزاوج بين النفحات الروحية والتأطير الديني، ويعكس البعد الحضاري والديني لموسم مولاي عبد لله العريق.
وبذلك، أسدل الستار على موسم مولاي عبد لله لسنة 2025، في نسخة استثنائية رسخت مكانته كواحد من أعرق وأضخم المواسم بالمغرب، وموعدا سنويا يزاوج بين التراث والفرجة والتنمية.
وقد تحول هذا الحدث، الذي جرى تنظيمه ما بين 8 و16 غشت الجاري، بتأطير من جماعة مولاي عبد لله وبتعاون مع عمالة إقليم الجديدة والمجلس الإقليمي والمجلس العلمي المحلي، وشركة FILAT DISTRIBUTION، إلى موعد سنوي يضيء غنى الموروث المغربي وتنوع تعابيره الثقافية، ويجسد فضاء للاحتفاء بالهوية الوطنية في بعدها الروحي والفني والشعبي، كما يبرز في الآن ذاته دينامية المنطقة وحيويتها الاقتصادية من خلال ما يتيحه من فرص استثمارية وحركية تجارية وسياحية، تؤكد مكانته كرافعة تنموية وإشعاعية على المستويين الوطني والدولي.