لفظ المسمى بوعبيد، الذي لقب بـ "مول الشاطو"، بعد لفظه أنفاسه الأخيرة، مساء أمس الإثنين، داخل غرفة الإنعاش بالمستشفى الجهوي ببني ملال، بعد ثلاثة أيام من المراقبة الطبية الحثيثة، بعد سقوطه المعلن من أعلى خزان مائي، منهيا بذلك اعتصامه، في واقعة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الضحية، في عقده الرابع، قد اعتصم لمدة 18يوما فوق خزان يوفر مياه الشرب للدوار، احتجاجا على ما اعتبره "ظروفا غامضة" أحاطت بوفاة والده الجندي المتقاعد. الاعتصام بدأ نهاية يونيو 2025، وسط محاولات من السلطات لاحتواء الوضع عبر التفاوض وتزويده بالطعام والماء.

غير أن الوضع تطور بشكل دراماتيكي بعد أن هاجم بوعبيد عنصرا من الوقاية المدنية بعصا حديدية أثناء محاولة إنقاذه، ما دفع السلطات إلى الاستعانة بروافع ضخمة. ورغم ذلك، رفض الضحية النزول، وأقدم على تصرف متهور تمثل في ربط نفسه بحبل أعلى الخزان، قبل أن يسقط من علو يقارب 40 مترا.

فرق الإنقاذ حاولت التخفيف من أثر السقوط باستعمال بساط هوائي، ليتم نقله بعد ذلك في حالة حرجة إلى المستشفى، حيث فارق الحياة بعد ثلاثة أيام من العلاج والمراقبة الطبية الحثيثة بغرفة الانعاش بالمستشفى الجهوي ببني ملال.

الواقعة أثارت تفاعلات محلية واسعة، وفتحت النقاش حول كيفية تعاطي السلطات مع المطالب الاجتماعية، خاصة حينما ترتبط بظروف معقدة قد تؤدي إلى مآسٍ إنسانية.

مصادر قريبة من الضحية أفادت بأنه كان يحتج على ما وصفه بـ"الظلم داخل عائلته" بينما صرح بعض الجيران بأن وفاة والده كانت نتيجة أزمة قلبية.

---