المنتدى الدولي للصناعة والخدمات المنظمة بأكادير.. تسليط الضوء على مؤهلات منطقة سوس ماسة لتعزيز دورها كمركز للاستثمار

الصحراء المغربية
الثلاثاء 06 ماي 2025 - 11:06

سلطت الدورة الأولى للمنتدى الدولي للصناعة والخدمات الذي نظم بأكادير يومي الاثنين والثلاثاء، حول موضوع "أكادير سوس ماسة: قطب استراتيجي للصناعة والخدمات في المغرب"، الضوء على مزايا المنطقة التي تبرز كملتقى جذاب للاستثمار في قطاعات الصناعة الغذائية والطاقات المتجددة وتكنولوجيا المعلومات.

وشهد هذا الحدث التئام الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين والصناعيين لاستكشاف فرص وتحديات المنطقة ومناقشة أفضل الحلول لتعزيز دورها كمركز للاستثمار. كما شكل المنتدى فضاءً لتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز ريادة الأعمال، ودعم المبادرات المستدامة في سياق التحول الطاقي.
وفي تصريح صحفي، أكد كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، أن تنظيم الدورة الأولى للمنتدى الدولي للصناعة والخدمات يُجسد الدينامية التنموية التي تعرفها الجهة على المستوى الترابي، في إطار الثورة الصناعية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار إلى أن هذا الموعد يشكل فرصة لتسليط الضوء على أهم منجزات الجهة ومراحل تسريع المسار الصناعي بها، بفضل الإرادة الملكية القوية لجعل سوس ماسة قطباً اقتصادياً رائداً على المستوى الوطني.
وسلط أشنكلي الضوء على عدد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تم إنجازها خلال السنوات الأربع الأخيرة، من بينها إنشاء الميناء الجاف، وتأهيل ميناء أكادير، وتطوير المناطق الصناعية، إضافة إلى منطقة التسريع الصناعي، معتبراً أن هذه الإنجازات تشكل دعائم حقيقية لترسيخ مكانة الجهة ضمن أقوى ثلاث جهات اقتصادية في المملكة.
وأضاف أن هناك رؤية طموحة لتثمين هذه المؤهلات في الاتجاه الإفريقي، خاصة من خلال الخط البحري بين أكادير وكوت ديفوار، الذي من شأنه أن يعزز الانفتاح الاقتصادي على القارة، إلى جانب العمل المتواصل على البعد الأطلسي، لا سيما عبر الربط البحري بين أكادير وجنوب إسبانيا.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد هشام الراحوي، المدير العام لمجلة "صناعة المغرب"، على البعد الوطني والمواطني لهذه المبادرة، مبرزاً أنها تأتي تجسيداً للرؤية الملكية الرامية إلى بناء صناعة مغربية مندمجة ومستدامة، وفق ما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة إطلاق مخطط تسريع التنمية الصناعية سنة 2018. 
من جهته، استعرض كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، جملة من الإنجازات التي رسخت مكانة الجهة كوجهة واعدة للاستثمار. كما توقف عند القدرات التي تزخر بها، مشيدا بالتقدم التي عرفته مختلف القطاعات بالجهة، و الجهود المبذولة لتنمية هذه الجهة الرائدة في وسط المملكة.
وأشار كريم أشنكلي إلى توفر الجهة على نحو 900 هكتار من الأراضي الصناعية المهيأة، تتوزع بين المجمع الصناعي المتكامل بأكادير ومنطقة التسريع الصناعي، ما مكّن من تطوير بنية تحتية تنافسية ساهمت في خلق آلاف فرص الشغل، سيما في قطاع صناعة السيارات.
وترتكز الاستراتيجية الصناعية للجهة على ثلاث دعائم أساسية تتمثل في رفع التنافسية الصناعية من خلال برنامج استثماري يناهز 3 ملايير درهم لتطوير البنيات اللوجستية؛ تحقيق الاستدامة البيئية عبر إنشاء مناطق صناعية إيكولوجية؛ وتعزيز الإدماج الاجتماعي عبر آليات التكوين والتشغيل المحلي. وتسعى سوس ماسة، بفضل هذه الركائز، إلى الارتقاء من المرتبة السادسة إلى الرابعة وطنياً من حيث المساهمة الاقتصادية في أفق عام 2046.
وفي ختام كلمته، صرّح أشنكلي قائلاً "نملك كل المقومات لإنجاح هذا التحول الصناعي"، موجهاً دعوته إلى المستثمرين المغاربة والأجانب للانخراط في هذه الدينامية الجماعية. دعوة لقيت صدى واسعاً لدى كافة الشركاء المؤسساتيين الذين عبروا عن التزامهم بجعل هذا المنتدى موعداً سنوياً لا غنى عنه في أجندة الصناعة المغربية.
وعلى مدى يومين، ناقش المنتدى قضايا محورية همت التحول الصناعي، من أبرزها الطاقات المتجددة، التحول الرقمي، اللوجستيك، والخدمات ذات القيمة المضافة العالية. وتعد هذه الدورة ثمرة شراكة بين مجلة "صناعة المغرب" والمركز الجهوي للاستثمار سوس ماسة، وبدعم من مختلف الفاعلين المحليين، وتشكل محطة مفصلية في تنزيل خارطة الطريق الصناعية الجهوية.
وضمن فعاليات هذا الحدث، تم تخصيص ثلاثة أجنحة لتسليط الضوء على الحلول المبتكرة والقطاعات الرئيسية في المنطقة.
وكان جناح "منصة انطلاق الأعمال" فضاءً مخصصًا للابتكار وريادة الأعمال، حيث سيمثل منصة انطلاق للشركات الناشئة والطلاب وحاملي المشاريع، عبر جلسات لعرض الأفكار ولقاءات ثنائية وورشات تفاعلية حول تحديات الصناعة 4.0.
أما جناح الصناعة، فتم عرض مساهمة القطاع الصناعي في تنمية المنطقة والبلاد. كمحور للشركات الصناعية، سيبرز هذا الجناح الخبرات والتقنيات والمساهمات في التحول الاقتصادي والصناعي للمغرب.
وفي السياق ذاته، أبرز جناح الصناعة دور القطاع في النمو الاقتصادي للمنطقة والبلد. كمَعرض للشركات الصناعية، بحيث قدم هذا الجناح خبراتها وتقنياتها وإنجازاتها في التحول الاقتصادي والصناعي للمغرب.
كما كان جناح الخدمات مخصصًا بالكامل للشركات والمؤسسات التي تدعم وترفع من كفاءة الأنشطة الاقتصادية والصناعية، مع تركيز خاص على الخدمات ذات القيمة المضافة العالية. سيقدم هذا الجناح حلولاً في مجالات استراتيجية مثل الخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والاستشارات والخدمات المالية وغيرها. كما شكل فضاءً لخلق روابط استراتيجية بين الصناعيين والشركات الناشئة والفاعلين المؤسساتيين، مما سيمكن من تحسين الأداء وتحفيز تنافسية القطاعات المعنية.
يشار إلى أن هذا الحدث نظم من طرف مجلة صناعة المغرب بشراكة مع المركز الجهوي للاستثمار سوس ماسة، والاتحاد العام لمقاولات المغرب – فرع سوس ماسة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة.




تابعونا على فيسبوك