دخل المرآب الجديد الواقع تحت حديقة الجامعة العربية، وسط مدينة الدار البيضاء، حيز الخدمة الرسمية، صباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025، بعد أن شهد أمس الثلاثاء عملية افتتاح تجريبية استثنائية، أتاحت للسيارات الولوج مجاناً ليوم واحد فقط.

خطوة لقيت ترحيبًا حذرًا من طرف مستعملي السيارات، خاصة بعد أن تزامنت مع تحرير مخالفات بلغت قيمتها 150 درهمًا بحق أصحاب العربات المركونة في الشوارع المجاورة. ورغم مجانية الولوج في أول يوم، إلا أن الإقبال الكثيف على الشوارع الخلفية المحيطة بالمرآب ظل مستمرًا، ما سلط الضوء على إشكالية رئيسية: هل يستجيب هذا المرآب فعلاً لحاجيات السائقين في منطقة تعرف ضغطاً يومياً كبيراً؟

 

مرآب محدود في طاقته... أمام طلب متزايد
المرآب الذي أقيم على مساحة تقارب الهكتار، لا يوفر سوى 325 مكاناً لركن السيارات، وهو رقم يبدو ضئيلاً إذا ما قورن بعدد المرتفقين المفترضين لهذه المنشأة، بينهم طلبة وأطر جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وموظفو الشرطة القضائية والعلمية، إلى جانب مستعملي الطريق في هذا المحور الحيوي من العاصمة الاقتصادية.
ورغم الكلفة العالية لإنجاز المشروع في إطار استراتيجية المدينة لتوسيع شبكة المرائب تحت أرضية، فإن محدودية الطاقة الاستيعابية تثير تساؤلات حول فعالية هذه الاستثمارات في حل أزمة الوقوف وسط الدار البيضاء.

 

أسعار تُقلق السائقين
ما إن تم الإعلان عن التسعيرة الرسمية لخدمات المرآب، حتى انطلقت موجة انتقادات واسعة وسط السائقين. إذ تبدأ التعريفة من 5 دراهم لأقل من ساعة، وتتصاعد تدريجياً لتصل إلى 30 درهماً بعد مرور 12 ساعة. أما من يترك سيارته لأكثر من يوم كامل، فيُفرض عليه أداء دراهم واحد عن كل ساعة إضافية. وفي حال فقدان التذكرة، سيُطلب منه أداء غرامة تصل إلى 40 درهماً على الأقل، إلى جانب احتساب مدة التوقف.

ورغم أن هذه التسعيرة تُعد مطابقة لما هو معمول به في مرائب مماثلة بالعاصمة الاقتصادية، إلا أن كثيرين يرون أنها لا تراعي القدرة الشرائية لفئات واسعة، خصوصًا من الذين يضطرون إلى ركن سياراتهم لساعات طويلة بشكل يومي. أما الاشتراكات الشهرية، التي تتراوح بين 400 و500 درهم، فلا تقدم حلاً اقتصادياً بديلاً في نظر العديد من المستعملين الذين استقى موقع "الصحراء المغربية" آراءهم.

 

مشاريع إضافية... لكن التحديات مستمرة

المرآب الجديد يأتي ضمن برنامج أوسع لتشييد مرائب تحت أرضية في الدار البيضاء، بميزانية إجمالية قاربت 500 مليون درهم. وتشمل هذه المشاريع مرآب "مثلث الفنادق" الذي دخل الخدمة في نونبر 2024 بسعة 550 مكانًا، ومرآب "مركز المدينة" المتوقع افتتاحه في يونيو 2025 بسعة 680 مكانًا.
ورغم أهمية هذه الخطوات لتقليص الاكتظاظ، إلا أن استمرار معاناة السائقين، سواء بسبب الاكتظاظ أو كلفة التوقف، يطرح تحديات حقيقية أمام الجماعة وشركة التدبير المفوض، ويُعيد النقاش حول ضرورة مراجعة التسعيرات أو تخصيص اشتراكات ميسرة لفئات معينة، خاصة الموظفين والطلبة.

---