تحولت رحلة نسائية عائلية لحضور "سبوع" بمدينة الجديدة إلى مشهد مأساوي بعد انقلاب حافلة كانت تقلّهن، بعد ظهر أمس الأحد، في أحد المنعرجات الخطيرة بالطريق الرابطة بين الجديدة وسيدي عابد. الحادث، الذي نجا فيه الركاب من موت محقق، خلف إصابات بليغة ومتفاوتة الخطورة في صفوف النساء والأطفال، وأثار حالة استنفار واسعة في صفوف السلطات الإقليمية والأمنية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الحافلة كانت تقل 47 راكباً، من بينهم 43 امرأة يتحدرن من جماعة زاوية سايس، في جو عائلي احتفالي. غير أن لحظة واحدة كانت كافية لتحول المناسبة السعيدة إلى كابوس حقيقي، بعد أن فقد السائق السيطرة على الحافلة عند منعرج خطير، ما أدى إلى انقلابها بشكل مفاجئ وسط صدمة الساكنة والمارة.
الحادث استدعى تعبئة فورية لفرق الإسعاف من الجماعات المجاورة، ومنها سيدي عابد، ومولاي عبد الله، وأولاد عيسى، إضافة إلى عناصر الوقاية المدنية ومصالح المكتب الشريف للفوسفاط، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة.
وأكد مصدر طبي أن الطاقم الطبي بالمستشفى جُند بجميع اختصاصاته، وتم التعامل بسرعة مع الحالات الخطيرة، إذ تم نقل سيدة إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء بسبب كسر معقد، فيما لا تزال حالة واحدة تحت العناية المركزة، بينما وُصفت باقي الإصابات بالخفيفة، من بينها حالات في صفوف أطفال.
وأوضحت مصادر محلية أن عدداً من المصابين غادروا المستشفى بعد تلقي العلاجات الضرورية، بينما تم الإبقاء على بعض الحالات التي تستدعي رعاية إضافية، كما تكفلت مندوبية الصحة بإجراء فحوصات متخصصة لدى القطاع الخاص قبل استكمال العلاج في المستشفى العمومي.
من جهتها، فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقاً تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ظروف وملابسات الحادث وأسباب الانقلاب، بما في ذلك مدى احترام الحافلة لشروط السلامة التقنية وعدد الركاب المسموح به.
رئيس جماعة زاوية سايس عبّر عن ارتياحه لعدم وقوع وفيات، مشيداً بالتدخل السريع للأطقم الطبية والأمنية، ومؤكداً أن الحادثة، رغم خطورتها، وحدت ساكنة الجماعة في مشاعر التضامن والدعاء للمصابات.