أعلنت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة عن استئناف تشغيل المحطة الشمسية الحرارية Noor III، التي تُعدّ جزءا أساسياً من المركب الشمسي العملاق بورزازات، وذلك بعد توقف دام أربعة عشر شهرا بسبب عطل تقني ناتج عن تسرب في خزان الأملاح المصهورة، بحسب ما نقلته وكالة "إيفي" للأنباء.
وتبلغ قدرة المحطة 150 ميغاواط، وقد أعيد تشغيلها بعد تدخل تكنولوجي متطور لإصلاح الخلل الذي تم رصده في فبراير 2024، عندما تم اكتشاف تسرب في "خزان الأملاح المصهورة الساخنة"، وهو عنصر حاسم في تخزين الطاقة الحرارية وإنتاج الكهرباء.
وأكدت "مازن"، وهي الهيئة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في المغرب، أن الأشغال جرت وفق أعلى المعايير التقنية، مشيرة إلى أن بناء خزان جديد جارٍ حالياً لتعزيز البنية التحتية وضمان استدامة الأداء.
وتعتمد المحطة، التي تم تطويرها من طرف مجموعة Sener الإسبانية ودخلت الخدمة عام 2018، على تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة باستخدام "مرايا هليوستات" توجه أشعة الشمس نحو برج مركزي. ويُخزن فائض الحرارة في أملاح مصهورة تصل حرارتها إلى 565 درجة مئوية، مما يتيح إنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس، وهو ما يعزز استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية.
وكانت شركة "أكوا باور" السعودية، الشريك في المشروع، قد قدرت في مارس 2024 أن هذا التوقف سيتسبب في خسائر تقدر بـ 45 مليون دولار. لكنها توقعت في حينه أن تُستكمل الإصلاحات بحلول نونبر من العام ذاته.
ويمثل استئناف نشاط محطة "نور III " خطوة إيجابية نحو تحقيق الأهداف الطاقية للمملكة، حيث يسعى المغرب إلى أن تتجاوز نسبة الطاقات المتجددة 52% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، بينما تبلغ هذه النسبة حالياً حوالي 42 في المائة.
إن عودة هذه المحطة إلى الخدمة يعزز مكانة المغرب كفاعل إقليمي رائد في مجال الطاقات المتجددة، ويؤكد التزامه الثابت بخيارات التنمية المستدامة والتحول الطاقي.