شهدت واردات المغرب من الغاز الطبيعي الإسباني ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية عام 2025، ليصبح بذلك ثاني أكبر زبون لإسبانيا في هذا المجال بعد فرنسا، في خطوة تعكس تطورًا متسارعًا في التعاون الطاقي بين ضفتي مضيق جبل طارق.
وأفادت مصادر إعلامية ناطقة بالفرنسية أن هذا التقدم يعود بشكل رئيسي إلى الاستغلال الفعّال لأنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، وإلى الدور المحوري الذي تلعبه المحطة الحرارية بتحضارت في تعزيز الأمن الطاقي الوطني.
وخلال شهر فبراير 2025، استورد المغرب ما مجموعه 700 غيغاواط/ساعة من الغاز الطبيعي من إسبانيا، مسجلاً زيادة تفوق 50% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، ما يمثل 16,5% من إجمالي صادرات إسبانيا من الغاز الطبيعي.
ويُعد المغرب الدولة الإفريقية الوحيدة التي تستورد الغاز الطبيعي من إسبانيا بشكل منتظم، حيث سجلت الواردات المغربية من هذا المورد الحيوي نموًا بنسبة 30% خلال الشهرين الأولين من عام 2025 مقارنة بالسنة الماضية.
وتُوجه أغلب هذه الكميات إلى المحطة الحرارية بتحضارت، وهي منشأة كهربائية تعتمد على نظام الدورة المركبة، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 400 ميغاواط بعد تحديثها سنة 2018، مما يجعلها من الركائز الأساسية في إنتاج الكهرباء بالمغرب.
ورغم انتهاء عقد تسيير هذه المحطة في مارس 2025، والذي كانت تشرف عليه شراكة بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركتي إنديسا الإسبانية وسيمنس الألمانية، إلا أن مستقبل تدبير هذه المنشأة الاستراتيجية لم يُحسم بعد، في وقت تواصل فيه المحطة أداء دورها الحيوي في منظومة الطاقة المغربية.
ويعكس هذا التطور الديناميكي في واردات الغاز الطبيعي نجاح المغرب في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز شراكاته الدولية، مما يسهم في دعم استقراره الطاقي وتعزيز قدرته الإنتاجية لتلبية الحاجيات المتزايدة في مختلف القطاعات الحيوية.