المغرب يستثمر امتيازاته الجمركية لتعزيز جاذبيته الاستثمارية

الصحراء المغربية
الأربعاء 09 أبريل 2025 - 15:23

بينما تهتز الأسواق العالمية تحت تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة دونالد ترامب، يبرز المغرب كأحد المستفيدين الكبار من هذا التغيير، محققا موقعا استثنائيا في خريطة التجارة الدولية.

 

 ففي الوقت الذي تواجه فيه أوروبا وآسيا ومعظم إفريقيا موجة من الرسوم الثقيلة، استطاع المغرب أن يحافظ على معاملة تفضيلية مع الولايات المتحدة، إذ لا يتجاوز الرسم الجمركي المفروض عليه 10%، وهو أدنى مستوى تحدده الإدارة الأمريكية، مقارنة بـ20% على الاتحاد الأوروبي و30% على الجزائر و28% على تونس.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة El Economista الاسبانية إن هذا الامتياز الهام يعزز مكانة المغرب كجزيرة مستقرة في محيط عالمي مضطرب، بفضل العلاقات الدبلوماسية الممتازة بين الرباط وواشنطن، إضافة إلى العجز التجاري المغربي تجاه الولايات المتحدة، الذي يبدو أنه لعب دورًا حاسمًا في منح هذا "الامتياز الاستراتيجي".

 

فرص استثمارية واعدة للمغرب

بفضل هذا الوضع التفضيلي، تزداد جاذبية المغرب كوجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية، خاصة للشركات العالمية التي تبحث عن بدائل أقل تكلفة وأكثر استقرارًا في مواجهة الرسوم الأمريكية. موقع المغرب الاستراتيجي وقربه من أوروبا يعززان هذا التوجه، مما يفتح المجال أمام تحول المملكة إلى قطب صناعي رئيسي في المنطقة.

ويتوقع خبراء التجارة الدولية أن تستفيد الصناعات التحويلية المغربية بشكل كبير من هذا الوضع الجديد، مع احتمالية انتقال جزء من الأنشطة الصناعية الأوروبية، خاصة من دول مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال، إلى المغرب للاستفادة من الميزة التنافسية الجديدة، بحسب المصدر ذاته.

 

فرصة ذهبية في قطاع الزراعة

على صعيد آخر، يعتبر المغرب خامس أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم. ومع أن حجم الإنتاج الحالي لا ينافس إسبانيا بشكل مباشر، إلا أن الرسوم الجمركية الجديدة تعزز من حضور زيت الزيتون المغربي في السوق الأمريكية، التي تعد ثاني أكبر وجهة للصادرات المغربية في هذا القطاع. وإذا استمرت هذه الدينامية، فمن المتوقع أن يستحوذ زيت الزيتون المغربي على حصة أكبر من السوق الأمريكي مستقبلا.

هذا التطور لم يمر مرور الكرام في الإعلام الدولي. فقد نوهت عدة تقارير بالدور المتزايد للمغرب في الساحة الاقتصادية العالمية، واعتبرته بديلا استراتيجيا ومنافسا قويا في سلاسل التوريد العالمية. وفي المقابل، حذر بعض الإعلام الإسباني من تأثير هذه الوضعية الجديدة على صادراته نحو الولايات المتحدة، مما يعكس مدى الاعتراف بقدرة المغرب على قلب موازين التجارة لصالحه.

 

المغرب.. مركز صناعي وتجاري للمستقبل

رغم التحديات والظروف المتقلبة التي تحيط بالتجارة العالمية، يبدو أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كأحد الفائزين الكبار في النظام التجاري الجديد. فبفضل رؤيته الاستراتيجية، وعلاقاته الدولية القوية، وموقعه الجغرافي المتميز، يمتلك المغرب اليوم فرصة تاريخية لتعزيز نموه الاقتصادي وتحقيق قفزة نوعية في استقطاب الاستثمارات والصناعات المستقبلية.




تابعونا على فيسبوك