المغرب يتربع على عرش السياحة الإفريقية .. كيف تفوق على مصر؟

الصحراء المغربية
الخميس 13 فبراير 2025 - 10:50

خصصت صحيفة "إل كونفدينسيال"، واسعة الانتشار في إسبانيا، تقريرًا موسعًا حول القطاع السياحي في المغرب، مسلطة الضوء على صعود المملكة إلى صدارة الوجهات السياحية في القارة الإفريقية.

17.4 مليون زائر: المغرب يزيح مصر عن القمة

حقق المغرب إنجازًا غير مسبوق في عام 2024، حيث أصبح الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا، مستقطبًا 17.4 مليون زائر، متجاوزًا مصر التي حلت في المرتبة الثانية بـ15.7 مليون سائح. هذا النمو القوي في عدد السياح بنسبة 20% خلال العام الماضي، جعل المغرب يتفوق على تونس (10.25 مليون زائر) وجنوب إفريقيا (8.92 مليون زائر).

وأعلن وزارة السياحة المغربية في يناير الماضي أن المملكة حققت قبل الأوان هدفها الطموح المسطر لعام 2026، مؤكدة أن الخطوة القادمة تتمثل في تعزيز مكانتها الإفريقية، مع السعي للوصول إلى 30 مليون زائر بحلول عام 2030، وهو العام الذي ستستضيف فيه المغرب، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، كأس العالم لكرة القدم.

رهان على النقل الجوي والفنادق الفاخرة

يرجع الفضل في هذا الارتفاع الكبير إلى تحسين البنية التحتية السياحية، ولا سيما توسع الرحلات الجوية التي تربط المدن المغربية بأوروبا، إذ تعد شركة "رايان إير" الإيرلندية في مقدمة الشركات التي عززت حضورها في المملكة، إلى جانب شركة "يونايتد إيرلاينز" الأمريكية التي فتحت خطًا جويًا بين نيوجيرسي ومراكش.

كما شهد قطاع الضيافة طفرة نوعية بدخول علامات فندقية فاخرة مثل "نوبو" و"فورسيزونز"، ما ساهم في استقطاب السياحة الراقية.

التحدي الأكبر: رفع الإيرادات السياحية

ورغم أن المغرب أصبح الوجهة الأكثر استقطابًا للسياح في إفريقيا، إلا أن مصر لا تزال تتصدر من حيث العائدات السياحية، إذ بلغت 13.7 مليار أورو مقابل 10.7 مليار أورو للمغرب، وهي قيمة تكاد تعادل تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج.

ويرجع ذلك إلى طبيعة السياحة في البلدين، حيث يعتمد المغرب على الرحلات القصيرة القادمة من أوروبا، مما أدى إلى تسجيل 28.3 مليون ليلة مبيت فقط، مقارنة بـ151 مليون ليلة في مصر، حيث يقضي السياح فترات إقامة أطول.

ورغم هذا التفاوت، إلا أن مصر سجلت تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.67% في عدد الزوار خلال 2024، وهو ما يعزى جزئيًا إلى تداعيات الحرب في قطاع غزة. وتراهن القاهرة على استعادة النمو في 2025 بفضل الهدنة في غزة وافتتاح المتحف المصري الكبير.

من أين يأتي السياح؟

يعد الأوروبيون الفئة الأكثر زيارة للمغرب، إذ يشكلون 80% من إجمالي السياح الأجانب، مع تصدر الفرنسيين القائمة بـ2.42 مليون زائر، يليهم الإسبان بـقرابة مليوني زائر، ثم البريطانيون الذين سجلوا أعلى معدل نمو في 2024 بنسبة +47%.

أما بالنسبة للمغاربة المقيمين بالخارج، فإنهم يشكلون 49% من إجمالي الوافدين، ويأتي أغلبهم من فرنسا (3.37 مليون زائر) وإسبانيا (2.01 مليون زائر)، ليصل إجمالي عدد القادمين من إسبانيا إلى أربعة ملايين زائر، وهو رقم يفوق عدد الإسبان الذين يزورون فرنسا لكنه أقل من عدد المتجهين إلى البرتغال (7 ملايين زائر).

توسيع دائرة الجذب السياحي

إلى جانب السياحة الدولية، تشهد السياحة الداخلية انتعاشًا كبيرًا، مدفوعة بتعافي الطبقة الوسطى بعد جائحة كورونا. ففي عام 2024، ارتفعت ليالي المبيت المحلية بنسبة 274%، لتصل إلى 8.5 مليون ليلة، وهو ما يمثل 30% من إجمالي ليالي المبيت المسجلة للسياح الأجانب.

وفي ظل هذه المؤشرات الإيجابية، تعتزم وزارة السياحة المغربية التركيز على جذب مزيد من الزوار من خارج أوروبا، وتقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية، فضلًا عن تنويع الوجهات داخل البلاد، حيث لا تزال مراكش وأكادير تهيمنان على المشهد السياحي بأكثر من 4 ملايين زائر سنويًا.

نحو رؤية 2030 السياحية

مع اقتراب كأس العالم 2030، يبدو أن المغرب يسير بثبات نحو تعزيز مكانته كقوة سياحية إقليمية. وبينما يتطلع إلى كسر حاجز 30 مليون زائر، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق إيرادات أعلى وتقليل التباين بين عدد الزوار والعائدات السياحية.

المغرب اليوم ليس فقط ملك السياحة الإفريقية، بل أيضًا نموذج يحتذى به في كيفية استثمار الإمكانيات الطبيعية والبشرية لجذب مزيد من الزوار، في ظل تنافس محموم مع مصر وتونس وجنوب إفريقيا.




تابعونا على فيسبوك