أكادير: محطة تحلية مياه البحر "الدويرة" توفر مياه الشرب لـ 1.6 مليون نسمة والري لـ 15 ألف هكتار

الصحراء المغربية
الثلاثاء 09 غشت 2022 - 16:18

مكنت محطة معالجة مياه البحر "الدويرة" (جماعة إنشادن) في اشتوكة أيت باها، أحد أكبر المشاريع المهيكلة بالمغرب وبمنطقة المتوسط وإفريقيا، من تأمين تزويد أكادير الكبير والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشّرب لفائدة سكان يقدرون بـ 1.6 مليون نسمة عبر اللجوء لتقنية تحلية مياه البحر لمواجهة الخصاص في التزود بالماء الشروب بالمنطقة وللحد من الضغط المتزايد على الموارد المائية الجوفية.

والهدف هو تحسين تدبير الموارد المائية السطحية، إلى جانب توفير مياه السقي لريّ 15 ألف هكتار من البواكر لفائدة 1500 فلاح في سهل اشتوكة، وهو ثمرة تضافر جهود وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمكتب الوطني للماء والكهرباء.

وبلغة الأرقام، فإن الطاقة الإنتاجية لمحطة تحلية مياه البحر "الدويرة" تبلغ 275 ألف متر مكعب في اليوم في المرحلة الأولى (150 ألف متر مكعب في اليوم للماء الشروب و125 ألف متر مكعب في اليوم لمياه السقي)، على أن ترتفع إلى 400 ألف متر مكعب في اليوم في المرحلة النهائية موزعة بالتساوي بين الماء الصالح للشرب ومياه السّقي.
وحسب الإفادات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، مكّن المشروع من تفادي ضياع 9 مليارات درهم من القيمة المضافة، وخسارة رأس مال يقدر بـ3 مليارات درهم . كما سيمكن من إحداث مليون يوم عمل في السنة.
كما يوفر هذا المشروع المهيكل والمبتكر، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، لأجل ترشيد تكاليف الإنتاج، والأول من نوعه في مجال الجمع بين إنتاج الماء الصالح للشرب وميّاه السقي، سعة تبلغ في مرحلة أولى 275 ألف متر مكعب في اليوم، منها 150 ألف متر مكعب في اليوم موجه للماء الشروب، إذ يستفيد ما يناهز مليونا و600 ألف نسمة من الماء الشروب في جهة أكادير الكبير، ويعمل على تطوير الاقتصاد الفلاحي وكل ما يتعلق بإشكالية الري.
وأمام تحدي خفض كلفة الإنتاج، اشتغل مسؤولو المكتب الوطني للماء الصالح للشرب على ثلاثة محاور لتقليص تكلفة الإنتاج. يتعلق الأول منها باللجوء إلى أحدث التكنولوجيات لتقليص التكلفة الطاقية للإنتاج، والتي يتم تطويرها عن طريق نظام يحدث تأثيرا إيجابيا للغاية على كلفة إنتاج المتر المكعب ويقلصها بنحو 43 في المائة. أما المحور الثاني فيهم ربط محطة تحلية المياه بحظيرة للطاقة الريحية على اعتبار أن المغرب لديه إمكانات طاقية قوية وهو أحد البلدان القلائل التي تنتج الطاقة انطلاقا من الرياح بتكلفة جد منخفضة.
وبخصوص المحور الثالث، فيتعلق بنقل المياه المحلاة انطلاقا من محطة تحلية المياه نحو شبكة التوزيع الخاصة بأكادير الكبير، حيث يستفيد الموقع الجغرافي للجهة لتعبئة قوة الجذب وتجنب استعمال الطاقة الكهربائية في هذا النقل، ما يسمح بخفض تكلفة إنتاج المتر المكعب.
ويشمل المشروع بناء مأخذين في البحر وقناتين لجلب المياه المالحة بطول 100 1 متر لكل واحدة منهما، وقناة لصرف المياه المركزة بطول 700 متر، ومحطة لتحلية مياه البحر، بالإضافة إلى البنيات التحتية للري الزراعي، والتي تضم صهاريج لتخزين مياه الري ومياه الشرب و5 محطات للضخ وقناة رئيسية طولها 18,4 كيلومتر وشبكة للتوزيع بطول 480 كيلومترا.
وتبلغ السعة الأولية لمحطة تحلية المياه 000 275 متر مكعب في اليوم، منها 000 125 متر مكعب في اليوم للسقي والباقي لمياه الشرب. وسترتفع قدرة المحطة تباعا لتصل سعتها النهائية إلى 000 400 متر مكعب في اليوم، عند ذلك ستصل الكمية المخصصة للسقي إلى 000 200 متر مكعب في اليوم. وتستعمل المحطة تكنولوجيا التناضح العكسي، فيما تصل قوة الطاقة الكهربائية المنشأة في إطار المشروع 68 ميغاواط.
يشار إلى أن كلفة هذا المشروع الإستراتيجي تصل إلى 4٫48 مليار درهم، منها 2.7 مليار درهم في الشق المتعلق بالماء الشروب، قد تم باستعمال تقنيات حديثة تمثلت على الخصوص في إنجاز مأخذ ماء البحر الذي يتكون من قناتين بقطر 2400 ملم تم وضعهما تحت قاع البحر بطول 1100 متر لكل قناة وفي تقنية التناضح العكسي مع نظام لترشيد الطاقة، مما يسمح بالرفع من كفاءة المنشآت وخفض كلفة الإنتاج بهدف الحفاظ على الفرشة المائية لشتوكة، المهددة بالتوغل البحري، وتأمين الري في هذه المنطقة عن طريق تحلية مياه البحر بدلا من استعمال المياه الجوفية وتأمين تزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب، وفي الآن نفسه الحفاظ على النشاط الفلاحي بجهة سوس ماسة.

 

سعيد أهمان 




تابعونا على فيسبوك