انطلاق موسـم تأجيل المهرجانات السينمائية بسبـب الإكراهات المالية واللوجيستيكية

الصحراء المغربية
الثلاثاء 09 غشت 2022 - 13:13

بعد الإعلان عن نتائج لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية، التي أسفرت عن تخصيص مبلغ 27 مليونا و151 ألفا و500 درهم، (أزيد من مليارين و715 مليون سنتيم) لدعم تنظيم 54 مهرجانا وتظاهرة سينمائية برسم الدورة الثانية (يوليوز) لسنة 2022، انطلق موسم تأجيل المهرجانات السينمائية التي كان من المقرر تنظيمها خلال الشهر الجاري، عن تأجيل فعالياتها بسبب الإكراهات المالية واللوجيستيكية.

وبعد أن كان من المقرر تنظيم مهرجان السعيدية السينمائي (سينما بلا حدود)، في نسخته السابعة من 17 إلى 21 غشت الجاري، وبعده مهرجان سينما الشاطىء بالهرهورة، في نسخته الخامسة من 22 إلى 27 غشت، اضطرت إدارة المهرجانين التأجيل إلى وقت لاحق لعدم توفر الدعم الكافي.
وحسب بلاغ لإدارة المهرجان الأول الذي حظي بـ10 ملايين سنتيم من لجنة الدعم «قررت اللجنة التنظيمية لمهرجان السعيدية السينمائي «سينما بلا حدود» تأجيل الدورة السابعة إلى وقت لاحق بسبب ظروف تنظيمية لوجيستسكية وانعدام الدعم الكافي لضمان نجاحها، بعد إعداد وإتمام كل فقرات الدورة من برمجة أفلام قوية جديدة وتكريمات وازنة لممثلين وممثلات وورشات وندوات وحوارات مفتوحة مع مخرجين وكتاب سيناريو ونقاد وتوقيع إصدارات.. وبناء على كل هذه الحيثيات والمعطيات ترى إدارة المهرجان أنه من الأفضل تأجيلها إلى حين توفر إمكانيات موضوعية وعقلانية تليق بالسينما وبصناعها ومحترفيها وعشاقها.. وتقدم إدارة المهرجان اعتذارها لكل من تواصل وتعاون معها ولكل المهتمين بالشأن السينمائي محليا وجهويا ووطنيا ودوليا وتحييهم على مساندتهم ودعمهم المعنوي».
بدورها، قررت إدارة مهرجان سيني بلاج بشاطئ سيد العابد بالهرهورة، ضواحي العاصمة الرباط، تأجيل الدورة الخامسة إلى موعد لاحق.
وعزت إدارة المهرجان، الذي تنظمه الجمعية المغربية للفنون بلا حدود، تأجيل انعقاد الدورة، إلى الظروف المالية، والى ضرورة الإعداد الجيد للمهرجان، فضلا عن توفير الإمكانيات المادية واللوجستيكية لضمان نجاح الدورة.
وحظي مهرجان سينما الشاطىء بالهرهورة (الدورة 5) بدعم بلغت قيمته 165 ألف درهم، حسب ما أعلنته لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية برسم الدورة الثانية (يوليوز) لسنة 2022.
ويرى الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي أن من بين أسباب هذا المسلسل التأجيلي، الذي انطلق في غشت الجاري وستتلوه لا محالة تأجيلات أخرى، إجحاف لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية في تعاطيها مع المهرجانات المتوسطة والصغرى، حيث خصصت لأغلبية المهرجانات المصنفة في فئة (ج) ولكل المهرجانات غير المصنفة مبالغ مالية لا ترقى إلى طموحاتها وما سطرته من برامج متنوعة.
وأبرز سيجلماسي أنه إذا كانت بعض المدن الكبرى كالدارالبيضاء، الرباط، مراكش وطنجة تتوفر على شاشات سينمائية متعددة، فإن جل المدن المغربية الأخرى تفتقر إلى أبسط الفضاءات لمشاهدة الأفلام، لذلك فإن المهرجانات الصغرى والمتوسطة تشكل متنفسا لمشاهدة أفلام مغربية وأجنبية في شروط مقبولة نسبيا.

وتساءل سيجلماسي، هل هناك نية مبيتة لقتل المهرجانات المتوسطة والصغرى والإبقاء فقط على المهرجانات الكبرى، بمعدل مهرجان كبير في كل جهة من جهات المملكة، حسب رؤية وزارة الشباب والثقافة والتواصل؟ ومتى تتحقق العدالة المجالية على مستوى الفرجة السينمائية؟ ولماذا ستظل مدننا الكثيرة، خصوصا البعيدة عن المركز، محرومة سينمائيا وفنيا وثقافيا؟




تابعونا على فيسبوك