ندوة .. الصناعات الثقافية في المغرب يمكن أن تكون رافعة أساسية للتنمية

الصحراء المغربية
الأربعاء 09 مارس 2022 - 13:29

قال عبد الإله عفيفي، الكاتب العام لقطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إن الاهتمام الواسع بالصناعات الثقافية والإبداعية ناتج عما تمارسه هذه الأخيرة من إغراء ملحوظ على السياسات العمومية والمبادرات الخاصة، نتيجة الأداء الباهر لتجارب دولية ناجحة، أسفرت عن تربع هذه الصناعات على عرش المبادلات التجارية واستحواذها على نسب عالية من الناتج الداخلي الخام.

 وأضاف عفيفي، خلال ندوة وطنية، نظمت، أمس الثلاثاء، بكلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، في موضوع "الصناعات الثقافية والإبداعية وتحديات التنمية"، أن قطاع الثقافة يشتغل على موضوع الصناعات الثقافية والإبداعية بحس تفاؤلي، مستحضرا مؤهلات المغرب في جعل هذه الصناعات الثقافية رافعة أساسية من رافعات التنمية الشاملة.

وأشار عفيفي إلى أن هذه المؤهلات الواعدة تحتاج إلى انخراط كافة الفعاليات في هذا الأفق بحِسٍّ وطني، وعلى رأسها نُخَب المعرفة والفكر والإبداع. وكشف المتحدث أن النقاش حول الصناعات الثقافية والإبداعية كان حاضرا في كل الفضاءات وتقابله المؤسسات العمومية والخاصة بقدر كبير من الاهتمام والعناية. وقد أسفر هذا الاهتمام عن تنظيم المناظرة الوطنية الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية سنة 2019، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تُوِّجت بتوصيات ومقترحات مهمة.

وفي تصريح خص به "الصحراء المغربية"، أكد محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، أن تنظيم هذه الندوة مرده طرح موضوع الصناعات الثقافية والإبداعية وربطه بتحديات التنمية، انطلاقا من البرنامج الحكومي، الذي انبني على تقرير النموذج التنموي الجديد، وكذا انطلاقا من كون اليونسكو جعلت من سنة 2021 سنة الصناعات الثقافية والإبداعية، لما لهاته الصناعات من تأثير اقتصادي واجتماعي لدى الفرد والجماعات بكل دول العالم، مسجلا أن مجموعة من الدول استجابت للقرار الأممي ورفعت من الميزانيات المخصصة للثقافة والصناعات الثقافية، مضيفا أن هذه الصناعات تبقى واعدة ويمكن أن تشكل دخلا من مداخيل الحياة للفرد والجماعات والجمعيات والمؤسسات الثقافية وغيرها، "لهذا وجهنا نداء للقائمين على الشأن الثقافي من حكومة وجماعات ترابية إلى إيلاء أهمية خاصة للشأن الثقافي في بلادنا، الذي يتميز بتعدد الروافد من حساني صحراوي وأمازيغي وعربي وإسلامي وامتدادات في إفريقيا وغيرها"، وفق تصريحه.

من جهته اعتبر عبد اللطيف البيدوري، رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، موضوع الصناعات الثقافية والإبداعية بالمهم والآني، ومحط نقاش مجموعة من العروض من طرف أساتذة من مختلف الجامعات، مشيرا إلى أن اليوم الدراسي سيخرج بعدد من التوصيات التي سيعتمد عليها في النقاش. وأضاف البيدوري أن إدماج الثقافة في التنمية يتوقف على الوعي بهذه الإشكالية لتسجيلها ضمن السياسات العمومية والتوجهات الاقتصادية والمخططات، التي تنظم الجانب التشريعي للدعم والمواكبة وإنجاح إدماج المنتوج الثقافي في سيرورة التنمية على مستوى المجالين وفي سياق الاختيارات الرئيسية للبلاد وخاصة اختيار الجهوية بصفتها رافعة للتنمية.

وتم خلال الندوة تكريم رئيس جامعة شعيب الدكالي يحيى بوغالب، وعميد كلية الآداب حسن قرنفل، والأستاذ عبد الواحد مبرور. كما تم إعطاء الانطلاقة لقافلة المعرفة الموجهة لناشئة وشباب الجماعات الترابية بإقليم الجديدة، مع توقيع اتفاقية الشراكة مع الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالجديدة في المجال الثقافي لفائدة ناشئة العالم القروي بالإقليم.

 




تابعونا على فيسبوك