بات الجفاف يضغط بقوة في الموسم الحالي، الذي طبعته قلة الأمطار، واتهمت فرق المعارضة، بمجلس النواب، الحكومة بالبطء في التفاعل بالسرعة المناسبة مع الآثار السلبية للجفاف، الذي بات يخيّم على الموسم الفلاحي بسبب تأخر التساقطات المطرية.

وطالبت فرق أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، ومجموعة حزب العدالة والتنمية، في رسالة مشتركة، رئيس مجلس النواب باستدعاء كل من نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، ومحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ونزار بركة، وزير التجهيز والماء، وعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، للمثول أمام اللجان البرلمانية لاطلاعهم على مختلف تدخلات الحكومة للتخفيف من أثر الجفاف على الفلاحين وعلى عموم المغاربة، والتداول في موضوع التداعيات السلبية للجفاف على قطاع الفلاحة وتربية الماشية، وإنضاج شروط بلورة برنامج استعجالي للتخفيف من الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الآفة، ومراقبة مستوى تزويد الأسواق بالأعلاف، واتخاذ تدابير ترمي إلى إعادة جدولة ديون الفلاحين لدى مؤسسة القرض الفلاحي.

وأوضح عبد النبي عيدودي، عضو الفريق الحركي، في تصريح لـ «الصحراء المغربية»، أن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجفاف تؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين، مطالبا الحكومة بالتوفر على رؤية واضحة لبلورة برنامج استعجالي للتخفيف من آثار هذه الآفة، ومراجعة اختيارات وتوجهات السياسة المالية للحكومة في هذه الأزمة، والطرق التي سيتم بها دعم الفئات المتضررة في العالم القروي والجبلي. وأوضح أن حزب الحركة الشعبية يدعو الحكومة إلى بلورة برنامج وطني استعجالي وبرامج جهوية ومحلية للحد من تداعيات الجفاف، مع اتخاذ تدابير عاجلة لدعم الفلاحين ومربي الماشية، لاسيما الصغار منهم، وإعمال صندوق المقاصة للتسقيف ودعم الأسعار.

وقال إن «الحكومة مدعوة إلى تقديم مشروع قانون تعديلي لقانون المالية في أقرب الآجال، لمراجعة التوقعات والمؤشرات التي بني عليها، وإعادة النظر في توجهاته وأولوياته واختياراته الاقتصادية والاجتماعية في ضوء واقع السنة الفلاحية الجافة وتنامي الآثار السلبية لجائحة كورونا على عدة قطاعات اقتصادية واجتماعية».

من جهته، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عزم الحكومة إطلاق، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لمجموعة من المبادرات الاجتماعية التي تهم الموسم الفلاحي الحالي بهدف تدارك تأخر التساقطات المطرية.

وقال إن «الحكومة تتابع موضوع تأخر التساقطات المطرية بالجدية المطلوبة، وستطلق مجموعة من المبادرات قريبا»، مشيرا إلى أن السنة الفلاحية الماضية، التي كانت متميزة، ساهمت في تحقيق قيمة مضافة فلاحية مرتفعة، ومكنت من توفير إمكانيات على مستوى الكلأ والأعلاف.

---