اعتقالات في المواجهات العنيفة لـ "الإلترات" بدار بوعزة والتحقيقات متواصلة

الصحراء المغربية
الثلاثاء 30 نونبر 2021 - 12:42

تحولت منطقة دار بوعزة والطريق المؤدية لها، أول أمس الأحد، إلى ساحة حرب حقيقية بين العشرات من الأفراد المحسوبين على فصائل مشجعي أندية كرة القدم "الإلترات" ينتمون إلى كلا الغريمين التقليديين، الرجاء البيضاوي، والودادي البيضاوي، بحيث اعتقل منهم إلى حدود صباح أمس الاثنين 8 أشخاص، في انتظار اعتقال متهمين آخرين.

 ونقل الفصيلان المتناحران هذه المرة المواجهات التي عادة ما كانت تشهدها بعض الأحياء بمدينة الدارالبيضاء، إلى الضواحي بمنطقة دار بوعزة التابعة لإقليم النواصر، بحيث أسفرت أعمال الشغب والمواجهات الدامية عن تخريب حوالي 15 سيارة خاصة، وإصابة عنصرين من الدرك الملكي، وعنصر من القوات المساعدة، إلى جانب مواطنين آخرين، بجروح متفاوتة، جراء التراشق بالحجارة.

وعلمت "الصحراء المغربية" من مصادر مطلعة أن شخصا أصيب بطعنة سكين، جرى نقله إلى المستشفى الإقليمي الأمير مولاي الحسن بدار بوعزة، لتلقي العلاجات الضرورية، نافية تسجيل أي حالة وفاة، كما روجت لذلك بعض الأخبار.

وحسب المصادر ذاتها، فإن عناصر الدرك الملكي، مدعومة بعناصر القوات المساعدة، تدخلت بحزم وصرامة من أجل فرض النظام، كما عملت جاهدة على التصدي لأعمال الشغب، وتفريق هؤلاء المشجعين، مشيرة إلى أنها تمكنت إلى حدود صباح أمس الاثنين من اعتقال 8 أشخاص، يجري التحقيق معهم بخصوص ملابسات حدوث هذه المواجهات، التي زرعت الرعب في أوساط سكان منطقة دار بوعزة، وكذا مستعملي الطريق الساحلية، التي قطعت بها حركة المرور.

وأضافت المصادر ذاتها أن التحقيقات ما تزال متواصلة لإيقاف أشخاص آخرين متهمين بالتورط في هذه المواجهات، بعدما جرى التعرف على هوياتهم، مشيرة إلى أن المواجهات، شارك فيها أزيد من 700 شخص، انتقلوا إلى المنطقة بشكل مكثف، وأن المواجهات امتدت أيضا إلى منطقة حد السوالم. وتبين من خلال فيديوهات متداولة على متن مواقع التواصل الاجتماعي أن هؤلاء المشجعين انتقلوا إلى المنطقة على متن قوافل منظمة، مدججين بالحجارة والعصي والأسلحة البيضاء، واصطدموا ببعضهم البعض هناك.

وما عقد عملية تدخل مصالح الدرك والقوات المساعدة حدوث المواجهات على مسافة طويلة، ونقط متفرقة، بيد أنه في الأخير تمكنت عناصر الدرك والقوات المساعدة من السيطرة على الوضع، وإعادة الأمور إلى طبيعتها.

كما تحدثت مصادر متطابقة على أن بعض العناصر المنتمية إلى الفصيلين حاولت الالتحاق بمنطقة دار بوعزة لمؤازرة فصيلها، بعدما سمعت بحدوث المواجهات. ووصفت امرأة تقطن بالمنطقة الوضع الذي عاشته بفيلم رعب، مؤكدة أن بعض المشاغبين هاجموا أيضا المنازل.

كما سجلت حدوث تراشق كثيف بالحجارة، واصفة هؤلاء المشاغبين بالعصابات التي يجب محاكمتها، معتبرة أن ما قاموا به لا يمت إلى المجال الرياضي بأية صلة. وحاولت شابة أصيبت بحجر طائش في رأسها استرجاع جانب من شريط الأحداث، وقالت إنها كانت تنتظر بمعية جدتها أحد أفراد الأسرة ليقلهما لحضور عرس عائلي، قبل أن يباغتها جيش من الدراجات النارية.

وأضافت أنها حاولت الاحتماء برفقة جدتها بسيارة من الحجارة التي كان يتراشق بها هؤلاء المشاغبون، بيد أنها في لحظة من اللحظات حاولت استطلاع الوضع، فأصيبت بحجر في رأسها، ليغمي عليها، ولم تدر بنفسها إلا بعد أن نقلت إلى المستشفى. بدورهم، استنكر تجار سوق السمك "المريسة" بدار بوعزة، أعمال الشغب والسرقة التي شهدها السوق.

وتحدث تاجر عن تخريب وتكسير زجاج العديد من السيارات، وقال "كانت الأمور بخير صباح يوم الأحد، حتى فوجئنا بهجوم حوالي 300 شخص على المريسة، مدججين بالأسلحة البيضاء والعصي والحجارة، وقاموا كذلك بالاعتداء على ممتلكات التجار والزبناء، كما قاموا بسرقات ونهب، قبل أن يتصدى لهم أبناء المنطقة". وأضاف أن المشاغبين زرعوا الرعب في نفوس سكان المنطقة وزوارها، مشددا على أن هؤلاء لا علاقة لهم بالرياضة، وأنهم عصابات منظمة.




تابعونا على فيسبوك