أخصائي في التخدير والإنعاش رئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى ابن رشد سابقا يتوقع في حوار لـ"الصحراء المغربية" مجانية التلقيح

محمد ميكيل يؤكد ضرورة التلقيح من أجل حياة يومية بعيدة عن الخوف من الإصابة بالوباء

الصحراء المغربية
الإثنين 30 نونبر 2020 - 11:47

كشف محمد ميكيل، أخصائي في التخدير والإنعاش، ورئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء سابقا، في حوار لـ"الصحراء المغربية" أن التلقيح ضد كفيد 19، الذي سينطلق بين الأسبوع الثاني والأخير من شهر دجنبر، سيكون مجانيا أو بسعر رمزي.

وقال ميكيل، الذي يشتغل، حاليا في مستشفى خليفة بالدارالبيضاء، إن لقاح الشركة الصينية سينوفارم هو الأكثر ملاءمة بالنسبة للمغرب بسبب إمكانية الحفاظ عليه مثل عدد من اللقاحات في معدات التبريد التي تتوفر عليها المستشفيات والصيدليات.
ورأى الأخصائي، في التخدير أن هذا اللقاح لن يكون إجباريا، غير أنه على الراغبين في الاستفادة من الحرية اليومية ومن التخلص من الخوف المستمر من الإصابة بالفيروس عليه أن يخضع للعملية، خاصة أنه من المحتمل أن يجري اعتماد وثيقة التلقيح كشرط للتنقل لاحقا بين المدن وخارج المغرب.

ولإنجاح العملية لابد من انخراط عدد كبير من المشاركين، إذ أنه إلى جانب إشراف وانخراط وزارة الصحة، ستكون هناك مشاركة هيئة أطباء القطاع الخاص في الدارالبيضاء، وجمعيات المصحات الخاصة، إلى جانب وزارة الداخلية التي ستوفر لوائح الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة.
وستعتمد الإجراءات على توجيه استدعاءات للمستهدفين تضم الموعد والمكان من أجل الاستفادة من التلقيح. وحسب توضيحات المديرية الجهوية لوزارة الصحة بالدارالبيضاء السطات هذا التلقيح سيكون اختياري.
وأما بخصوص هذه الحرية في الاختيار، أرى أنه من يرغب في التمتع بحريته خلال حياته اليومية، لا بد له من الخضوع للتلقيح، لأنه إلى جانب الخوف اليومي من أخطار الإصابة بالوباء فمن المحتمل أن يجري اعتماد وثيقة التلقيح ضد كوفيد 19 كشرط من شروط التنقل بين المدن وخارج المغرب. 


في إطار المساعي الرامية للحد من انتشار كوفيد 19 أعلن المغرب عن اعتماد لقاح شركة سينوفارم الصينية، وإعطاء الأولوية في هذا التلقيح للعاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء، ثم للمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة. ماهي التدابير التي اتخذها المغرب من أجل تسهيل العملية؟

بدأ المغرب بالمشاركة في التجارب السريرية التي أنجزها المختبر الصيني سينوفارم إلى جانب عدد من الدول، من قبيل الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والأرجنتين والبيرو.
وهمت هذه التجارب تلقيح حوالي 50 ألف حالة من الدول المشاركة، إضافة إلى 100 ألف صيني. 
وجرت هذه التجارب عبر مراحل، أنجزت المرحلة الأولى على الفئران والقردة أبانت عن نتائج إيجابية، حيث تأكدت غياب أية مضاعفات، أثبتت المرحلة الثانية، بدورها، النجاعة، إذ أن أكدت نتائجها، من خلال تتبع كيفية تفاعل أجسام هذه الحيوانات مع اللقاح فعالية مهمة بعد تكوين أجسام هذه الحيوانات مضادات حيوية تتصدى للفيروس، وبعد هاتين المرحلتين جرى الانتقال إلى المرحلة الثالثة التي تتعلق بالتجارب السريرية.
وهنا انضم المغرب إلى هذه التجارب السرسرية بمشاركة 600 متطوع من الدار البيضاء ومن مراكش، خضعوا للتطعيم بجرعة أولى من  التلقيح تلتها جرعة ثانية بعد ثلالثة أسابيع. 
وتبين من خلال مراقبة المرحلة الأولى من هذا التطعيم أن هناك نتائج إيجابية ومجشعة، فيما يجري انتظار التوصل بنتائج تحاليل مرحلة الجرعة الثانية، التي أرسلت إلى الصين الأسبوع الماضي.
وبخصوص هذه التجارب، أكدت اللجنة العلمية الوطنية الخاصة بكوفيد 19، التي أنشأت عند ظهور الوباء في المغرب خلال شهر مارس الماضي، أنها متفائلة جدا بنتائجها بسبب ارتفاع نسبة تفاعل أجسام المشاركين في التجارب ضد الوباء.
وبخصوص التدابير المتعلقة بإنجاح عملية التلقيح، فيجب أن نعلم بأن المغرب يكتسب حاليا خبرة واسعة في المجال، لقيامه بعمليات التلقيح منذ سبعينيات وثمانيات القرن الماضي ضد العديد من الأمراض، من قبيل الكزاز، والسعال الديكي، التي اختفى وجود حاليا بين الأمراض التي يصاب بها المواطنون بالمغرب.
ويجب أن نعلم بأن المغرب يتوفر، حاليا، على برنامج خاص بالتلقيح، تراقبه وزارة الصحة كل سنة. وفي هذا الإطار، لابد من الإشارة إلى أن المغرب يشهد 673 ألف ولادة كل سنة، وكل مولود يخضع لبرنامج تلقيح منظم، أثبت نجاحه في الحد من العديد من الأمراض، وهذا يدخل، أيضا، ضمن الخبرة والأرضية المهمة التي يتوفر عليها في مجال التلقيح ضد الأمراض.
وأما بالنسبة لانطلاق عملية التلقيح ضد كوفيد 19 فأتوقع أن تشهد نوعا من الضغط، لأن الأمر يتعلق بتلقيح حوالي 5 ملايين شخص بعد استقبال 10 ملايين جرعة، حيث يجب إجراء مرحلة أولى من اللقاح إلى جانب مرحلة ثانية بعد مرور ثلاثة أسابيع.
و كما أوصت بذلك المنظمة العالمية للصحة، سيكون العاملون في الواجهة المستفيدين الأولين من التلقيح، وضمن رجال ونساء قطاع الصحة والتعليم والداخلية ويجري التحضير لتنزيل العمليات عبر تعبئة البنيات التابعة لكل قطاع.


أكدت وزارة الصحة أن هناك إجراءات لتوفير لقاحات دول مختلفة ضمنها الروسية وأمريكية إلى جانب اللقاح الصيني، ما هي خاصية كل لقاح، وهل هناك حالات مرضية لا يمكنها التلقيح ضد كوفيد 19؟

منذ ظهور الجائحة خلال نهاية 2019، لأن الوباء في المغرب لم يظهر إلا في مارس 2020، بدأ الاستباق بين العديد من الدول حول إيجاد لقاح فعال.
وهنا لا بد من التأكيد، إلى أنه إلى حدود هذه الساعة، لا يوجد أي دواء يقضي بصفة نهائية على هذا الفيروس، سوى هذا اللقاح الذي يمكن أن يكبح جماح الوباء الذي ينتشر عبر العالم.
ويبلغ حاليا عدد التجارب 11 تجربة، منها تجربتين في الصين لمختبرين اثنين والمغرب يشارك في التجارب السريرية التي يجريها مختبر سينوفارم، وهناك مختبرين في أمريكا، فايزر وموديرنا، وفي روسيا مختبر سبوتنيك 5 في وألمانيا  هناك بيونطيك،  و بريطانيا أسترازينكا ومختبر سنوفي بالنسبة لفرنسا.
وكل هذه اللقاحات ترمي إلى تحقيق هدف واحد، ولا تختلف إلا من حيث طريقة صناعتها، كما أنها أثبتت جميعها نسبة عالية من النجاح، تجاوزت أغلبها 90 بالمائة.
ويجب التأكيد أن لقاح سينوفارم الصيني هو الأكثر ملاءمة بالنسبة للمغرب لأنه يمكن الحفاظ عليه في جميع أجهزة التبريد الموجودة في المستشفيات والصيدليات خلافا لبعض اللقاحات التي تحتاج 80 درجة تحت الصفر مثلا

ما هي الحالات المرضية التي لا يمكن أن تخضع للتلقيح ضد كوفيد 19 وهل سيكون اللقاح كفيل بحماية جميع الأشخاص خلال موجات محتلة لاحقا وماذا بالنسبة لتأثير على اللذين خضعوا للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية؟

لا توجد حالات مرضية غير قابلة للاستفادة من التلقيح ضد كوفيد 19، لأن التجارب السريرية أبانت، بعد متابعة الوضع الصحي للمتطوعين من طرف العلماء والأطباء، تكوين أجسام المضادة تحارب الفيروس.
وأما بالنسبة للأشخاص الذين خضعوا للقاح الأنفلونزا الموسمية فيمكنهم الاستفادة أيضا من لقاح كوفيد 19، لأنها فئة مهددة بخطر الإصابة بفيروس كورونا ولا يوجد أي خطر في إجراء التلقيحين معا.


كيف تقيمون الوضع الحالي للوباء؟

الكل يعرف بأن الموجة الثانية كانت خطيرة جدا بالنسبة للمغرب، إذ وصلنا، حاليا، إلى 327 ألف إصابة مؤكدة، وأكثر من 5300 وفاة، وهذا وضع مخيف بالنسبة إلينا، خاصة إذا استحضرنا الاكتظاظ الذي تشهده كبريات المستشفيات المغربية.
ولابد من الإشارة، هنا إلى أن الوضع في المستشفيات والمصحات الخاصة، التي ملئت عن آخرها، لا يكشف عن المستوى الحقيقي لنسبة الإصابات في المغرب، لأن هذه المراكز الصحية لا تستقبل سوى الحالات الحرجة، فيما تتابع أغلبية الحالات المصابة علاجها في منازلها كما أوصت بدلك وزارة الصحة.
وبالمناسبة يجب تذكير من يعتقد أن الفيروس يستهدف بالدرجة الأولى المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، أن الحقيقة، كما عاينتها مع نخبة من الأطباء والمختصين، كشفت عن إصابة نسبة مهمة من الشباب بالوباء، وأن هذا الفيروس يمكن أن يتسلل إلى جميع الفئات العمرية، كما يمكن أن ينهي حياة الصغار مثل الكبار والمصابين بالأمراض المزمنة.
إن المستشفى الذي أشتغل به حاليا يستقبل نسبة 25 بالمائة من الحالات تقل أعمارها عن 50 سنة، أغلبها لا تعاني أي مرض مزمن، ومنها من لقيت حفتها بسبب الفيروس، علما أن الوباء يمكن مواجهته، حاليا، بالتدابير الاحترزاية التي أوصت بها وزارة الصحة خاصة وضع الكمامة وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي وتفادي التجمعات.
بالتأكيد سيجد هذا اللقاح الحل والقطع مع انتشار الفيروس، ومن تم الحد من الأزمة التي خلفها على جميع المستويات، وفي جميع دول العالم، وضمنها المغرب الذي سيكون من بين الدول الأولى التي ستستفيد من اللقاح.
وفي الغالب سيكون اللقاح مجاني، حسب ما يجري تداوله، أو بسعر رمزي، وسيمكن للمغرب، بعد مشاركته في التجارب السريرية، أن يستفيد مما يسمى بنقل التكنولوجيا، من أجل صناعة اللقاح وتصديره للخارج.


الجميع ينتظر الإعلان عن موعد محدد لاستقبال اللقاح وانطلاق عملية التلقيح، كيف ستكون العملية ومتى تتوقعون ذلك؟

يتوقع انطلاق عمليات التلقيح بين الأسبوع الثاني والأخير من الشهر المقبل، وسيجري بالنسبة للدار البيضاء، التي تضم حوالي 40 بالمائة من الحالات المصابة بكوفيد 19، في مراكز مختلفة منها مراكز صحية ومستشفيات القرب التي يبلغ عددها 800 في الدارالبيضاء وهي محطات قارة.
كما ستكون هناك مراكز متنقلة من أجل تلقيح الحالات في الجامعات والمعاهد العليا والعاملين في المؤسسات التابعة لوزارة الداخلية ثم والمعامل.

ولإنجاح العملية لابد من انخراط عدد كبير من المشاركين، إذ أنه إلى جانب إشراف وانخراط وزارة الصحة، ستكون هناك مشاركة هيئة أطباء القطاع الخاص في الدارالبيضاء، وجمعيات المصحات الخاصة، إلى جانب وزارة الداخلية التي ستوفر لوائح الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة.
وستعتمد الإجراءات على توجيه استدعاءات للمستهدفين تضم الموعد والمكان من أجل الاستفادة من التلقيح. وحسب توضيحات المديرية الجهوية لوزارة الصحة بالدارالبيضاء السطات هذا التلقيح سيكون اختياري.
وأما بخصوص هذه الحرية في الاختيار، أرى أنه من يرغب في التمتع بحريته خلال حياته اليومية، لا بد له من الخضوع للتلقيح، لأنه إلى جانب الخوف اليومي من أخطار الإصابة بالوباء فمن المحتمل أن يجري اعتماد وثيقة التلقيح ضد كوفيد 19 كشرط من شروط التنقل بين المدن وخارج المغرب. 




تابعونا على فيسبوك