أكد المشاركون في المؤتمر العربي للعلاجات اللبية، أمس الجمعة بمراكش، على ضرورة تعزيز ثقافة التعليم المستمر بين طلاب الطب والممارسين الشباب ، كآلية مهمة تسمح لهم بالتعرف على أحدث التقنيات والأدوات للحفاظ على جذور الأسنان.
واعتبر المشاركون في هذا المؤتمر العلمي المنظم بمبادرة من الجمعية المغربية للمعالجة اللبية، أن أمراض الفم والأسنان، خصوصا التسوس وأمراض اللثة، من الأمراض الأكثر شيوعا في العالم، وتشكل معضلة كبرى للصحة العمومية نظرا لانتشارها الواسع ولارتفاع تكلفتها التي تتقل كاهل الدول خصوصا ذات الدخل المتوسط أو المحدود.
وأجمعوا أن جميع الدول تبحث عن أفضل الممارسات والابتكارات للتصدي للتحديات التي يطرحها انتشار أمراض الفم والأسنان وتطوير العلاج والتطور السريع للتكنولوجيات، مبرزين أن تجديد الممارسات السريرية وتطوير مهنة طب الأسنان، أصبح ضروريا من خلال البحث العلمي والتكوين المستمر من أجل الاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات الجديدة والواقع الجديد.
وأشاروا إلى أن من بين العوامل التي تساعد على ظهور هذه الأمراض التدخين والإدمان على الكحول وعدم الالتزام بالسلوكيات الوقائية.
وقال سعيد الدحيمي رئيس الأكاديمية المغربية لعلاجات اللبية وهو تخصص من تخصصات طب الاسنان، أن اللبية هي تخصص لا يزال غير معروف للأسنان ، حققت تقدماً ملحوظاً في العالم العربي.
وأضاف في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن العالم العربي يتمتع بنخبة من المتخصصين الأكفاء في مجال علاج الأسنان في القطاعين العام والخاص.
وأوضح البروفيسور الدحيمي رئيس المؤتمر، أن هذا التخصص المتعلق بمعالجة جذور الأسنان والحفاظ عليها ، له مستقبل واعد في العالم العربي مع مراعاة الاحتياجات في مجال ترميم اللب.
من جانبه، أكد اللبناني وليد نعمة وهو عضو مؤسس في الجمعية العربية لطب الأسنان، إن هذه الجمعية العربية تم إنشاؤها منذ 10 سنوات بهدف نشرها في الدول العربية، إدراكا لأهمية المعالجة اللبية في الحفاظ على الأسنان لأطول فترة ممكنة ، مع ملاحظة أن المتخصصين العرب في هذا المجال موجودون دائمًا في المؤتمرات الدولية المخصصة لهذا التخصص ، والتي تشير إلى الوعي بأهمية التعليم المستمر.
بدوره، أشار الدكتور إبراهيم أبو طاحون الاختصاصي الأردني في الانضباط والعضو المؤسس للجمعية العربية لطب الاسنان، الى أن هذه الهيئة العربية اتخذت قرارا ببدء إجراءات إنشاء المجلس العربي للتخصص ، والذي سيكون جزءًا لا يتجزأ من التخصصات الطبية الأخرى في العالم العربي .
ويشكل هذا المؤتمر، الذي يسلط الضوء على أهمية طب الأسنان ومساهمته في تحسين صحة الفم والأسنان، فرصة لجميع المتدخلين ضمنهم خبراء وباحتين ومهنيين لتبادل الخبرات وتقييم التجارب والتقاسم العلمي والتكنولوجي لكل مايرتبط بطب الأسنان، والإجابة على جميع التساؤلات حول مايهم طب الأسنان في البلدان العربية.
وعلى هامش هدا المؤتمر المنظم على مدى ثلاثة أيام، تم إنشاء معرض للمنتجات البيوطبية والآليات الحديثة والتي ستمكن كل المشاركين من الاطلاع ومعرفة الجديد في تكنولوجيا طب الأسنان، بالإضافة إلى تنظيم ندوات ونقاشات ومحاضرات عامة ومنتديات واجتماعات وأوراش عمل تدريبية، من شأنها أن تسلط الضوء على أحدث النتائج العلمية للتشخيص ، علم الأحياء الدقيقة ، تقنيات التصوير والعلاج.
وتتميز النسخة السادسة لهذا المؤتمر العلمي، ببرنامج متقدم علميا وتكنولوجيا، يساير التطور الذي تعرفه اختصاصات طب الأسنان على المستوى العلمي والأكاديمي، حيث سيتم عرض 35 محاضرة علمية سينشطها العديد من الأساتذة المغاربة والعرب، وكذا الدوليين، إضافة إلى 20 محاضرة قصيرة ستدرس الحالات وبنفس النوع والكيف.
كما سيتضمن برنامج المؤتمر 12 ورشة تطبيقية حول أحدث التكنولوجيات العالمية في العلاجات اللبية، التي تشكل أزيد من 75 في المائة من حاجيات المواطنين للتداوي، إضافة إلى نشر أزيد من 20 بحث ودراسة ميدانية على شكل البوستر للقراءة داخل رواق المؤتمر.
تجدر الإشارة، إلى أن اللبية تتكون من علاج الأمراض المرتبطة بداخل السن (اللب ، الأنسجة الداخلية ، العظام ، الفك)، وهو ينطوي على تنظيف الأسنان الداخلية المريضة أو إزالة الأنسجة الحية المريضة.