خلال لقاء موضوعاتي في إطار الدورة السادسة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية

مهنيون وخبراء يتدارسون بمراكش نتائج الدراسة المتعلقة بوضع مخطط استراتيجي لفرع الحلي والمجوهرات المغربية

الصحراء المغربية
الخميس 23 يناير 2020 - 17:06

وفي كلمة بالمناسبة، أكد عبد الجليل الرجراجي مدير المحافظة على التراث والابتكار والإنعاش بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، أهمية الصناعة التقليدية باعتبارها رافعة للاقتصاد الوطني، داعيا إلى إيلاء مزيد من الأهمية لهذا القطاع الذي يصون الهوية المغربية.

أبرز المشاركون في ندوة نظمت، امس الخميس  بمراكش، حول  نتائج الدراسة المتعلقة بوضع مخطط استراتيجي لفرع الحلي والمجوهرات المغربية،  الدور الذي يضطلع به قطاع الحلي والمجوهرات،  باعتباره رافعة ضرورية وقاطرة للتطوير والنهوض بالمهن المتصلة بالصناعة التقليدية.

وأكد ثلة من المتدخلين والخبراء المغاربة والأجانب، في هذا اللقاء المنظم في إطار الدورة السادسة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، أن فرع الحلي والمجوهرات يلعب دورا هاما في دينامية تنمية قطاع الصناعة التقليدية، كما أن إشعاع هذا القطاع يمتد الى العديد من المدن المغربية وعدد من المناطق بالوسط القروي.

وأشاروا إلى أن قطاع الحلي والمجوهرات، الذي يشكل ثمرة نشاط حرفي عريق، عرف تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ليحتل بذلك مكانة هامة في الاقتصاد الوطني، وذلك بفضل تميز مهارات وخبرات صناع الصياغة وكذا تنوع منتوجاته.

وأجمع المتدخلين على أن هدا القطاع، الذي يشغل ما لايقل على 15 ألف عامل في مختلف مكونات سلسلة القيمة من تصنيع وترويج، سجل تجارب ناجحة في المجال المقاولاتي بفضل مجموعة من المقاولات الصغرى والمتوسطة التي أبانت عن دينامية حقيقية خاصة على مستوى ملائمة المنتوج لادواق ومتطلبات الزبناء، وكذا على مستوى توفير قدرة إنتاجية مهمة.

من جهة أخرى، يواجه فرع الحلي والمجوهرات اليوم تحدي التنافسية سواء على المستوى الوطني أو الدولي، ومن هذا المنطلق قامت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بإنجاز دراسة متعلقة بوضع مخطط استراتيجي لفرع الحلي والمجوهرات المغربية، كثمرة عمل مهيكل ومشاورات موسعة مع أهم الشركاء بالقطاع سواء من القطاع الخاص أو العام.

ويندرج هذا المخطط ضمن التوجهات العامة للدولة الرامية الى بلورة نموذج تنموي للمغرب، بحيث تم تحديد رؤية طموحة تتوخى تطوير فرع وطني للحلي والمجوهرات ذو تنافسية، قادر على خلق قيمة مضافة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي مستجيب لطلبات السوق الداخلي مع إمكانية التصدير.

وشدد الرجراجي في هدا الصدد، على أن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي عازمة كل العزم للنهوض بهدا القطاع، باعتباره قطاعا محوريا يمكنه أن يلعب دورا رياديا في خلق الثروة وإحداث مناصب شغل إضافية.

وسجل أن  قطاع الحلي والمجوهرات  يواجه اليوم على غرار باقي القطاعات الاقتصادية تحدي العولمة وما تفرضه من تحولات عميقة تؤتر بشكل مباشر على تنافسية الفاعلين وقدرتهم على التموقع في السوق الوطنية والدولية.

وأضاف أن الوزارة ووعيا منها بهذا التحدي ومسايرة للتحولات الحاصلة في هذا القطاع وطنيا ودوليا، قامت بتنسيق مع الحرفيين والشركاء المتدخلين في القطاع، بإنجاز دراسة إستراتيجية فرعية على المستوى الوطني أفضت الى اقتراح مخطط عمل وطني لتحقيق أهداف محددة خاصة عبر تأهيل سلسلة القيمة لتدارك الاختلالات ومكامن الضعف وتقوية القدرة التنافسية.

وأشار إلى تنفيذ مجموعة من البرامج النموذجية التي تهدف من خلالها الوزارة إلى إدخال بعد التصميم والتجديد ونشر التكنولوجيا المساعدة في أوساط الحرفيين باعتبارها إحدى وسائل الدعم التقني الملائم لمواجهة مجموعة من الاكراهات المرتبطة بالتطورات التكنولوجية السريعة، وكذا بالتحولات الناتجة عن متطلبات وتوجهات السوق، وذلك تنفيذا للبرامج التنموية لقطاع الصناعة التقليدية، وانطلاقا من الأهمية التي يتميز بها هذا القطاع.

من جانبه، أكد إدريس بوجوالة، نائب رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية، على ضرورة تحسيس المتدخلين في الفرع بأهمية التقائية البرامج في إطار مشروع عقد البرنامج الخاص بتنمية فرع الحلي والمجوهرات والذي سيحدد التزامات الأطراف المتدخلة.

ودعا  بوجوالة إلى إعادة تنظيم القطاع وتحسين شروط عمل الصناع التقليديين، ورد الاعتبار لهذا القطاع ودعم الصناع العاملين به الذين استطاعوا ضمان استمراريته من خلال تطوير منتجاتهم والرقي بطرق تدبير مقاولاتهم.

ويشكل الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حدثا مميزا خاصة لإبراز المكانة المتميزة التي يحتلها قطاع الصناعة التقليدية في الاقتصاد الوطني من خلال خلقه للثروات والتماسك الاجتماعي للفاعلين فيه، فضلا عن توفير فرص عديدة للشغل وفتح آفاق مهنية واعدة للشباب والناشئة، بالإضافة إلى مساهمته في تحسين ظروف المعيشة وفن العيش المغربي.




تابعونا على فيسبوك