تحقيقات أمنية تكشف أوجه تشابه بين خلية "قاطعي الرؤوس" وخلية برشلونة

الصحراء المغربية
الجمعة 08 شتنبر 2017 - 10:54

كشف التحقيقات الأولية المنجزة في الرباط ومدريد بخصوص قضية خلية "قاطعي الرؤوس" الموالية لـ"داعش" وجود بعض أوجه التشابه في الأسلوب، الذي نهجه أفرادها الخمسة، الذين اعتقلوا بضواحي الناظور ومليلية المحتلة، بعد تنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا، لإبقاء تحركاتهم بعيدة عن أعين الشرطة مع ذلك المعتمد من قبل خلية "ريبول"، التي تقف وراء تنفيذ اعتداء برشلونة الدامي.

ويتمثل هذا الأسلوب في اللجوء إلى ما يمكن تسميته بـ"التقية الافتراضية"، التي ترتكز على تقديم المنتمين للتنظيمات المتطرفة أنفسهم في الشبكة العنكبوتية في صورة مغايرة لتك التي هم عليها في الواقع، عبر نشر على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي صورا توثق عيشهم حياة طبيعية وتضج بالحياة، كما يكون عليه حال من هم في نفس فئتهم العمرية.

ورافق توظيف هذه "المناورة الافتراضية"، حسب ما أظهرته الأبحاث، اعتماد احتياطات أخرى للإفلات من الرقابة الأمنية تتجلى في عدم التواصل باستخدام غرف الدردشة والهواتف، والاكتفاء باللقاءات المباشرة، التي سهل عقدها إقامة أفراد "خلية قاطعي الرؤوس" في الحي نفسه ببني شيكر. وحتى بالنسبة للنسبة للمتهم الذي أوقف في مليلية المحتلة، فاعتمد في التواصل معه الأسلوب نفسه في التواصل، لكون أن جميع الوقوفين على خلفية هذه القضية كانوا يتنقلون بسهولة عبر حدود البلدين.

وتزامن كشف هذا التغيير في استراتيجية الخلايا المرتبطة بتنظيم "داعش" الدموي، مع تقديم وزير خارجية إسبانيا، خوان إنياسيو زوادو، معطيات جديدة حول الخطر، الذي كان يتهدد البلدين علي أيدي أفراد الخلية الذين قاموا، إضافة إلى انخراطهم في عقد اجتماعات سرية ليلا، باستعدادات بدنية وتدريبات على كيفية تنفيذ عمليات الذبح باستعمال أسلحة بيضاء، وفق ما ورد في بلاغ لوزارة الداخلية المغربية.

وقال خوان إنياسيو زوادو، في لقاء مع الصحافة، أول أمس الأربعاء، إن التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب مكن من التصدي لتهديد خطير كان يتربص بالبلدين، مشيدا في الوقت نفسه بهذا التنسيق الذي وصفه بـ "المتميز".

وأشار إلى أن الخلية الإرهابية، التي أعلن عن تفكيكها أول أمس الأربعاء، كانت لها "قدرات كبيرة للقيام بهجمات"، مبرزا أن أعضاءها كانوا ينشطون من أجل تجنيد شباب لفائدة داعش، بالموازاة مع الإشادة بالأعمال الإرهابية، التي قام بها مقاتلون سواء في سوريا والعراق أو في الخارج.

يشار إلى أن تفكيك "خلية الناظور" جاء بعد أسابيع من إلقاء السلطات المغربية القبض على شخصين يشتبه بصلتهما باعتداء برشلونة الدامي، الذي أسفر عن سقوط 15 قتيلا و120 مصابا.

وحسب ما توفر في ذلك من معطيات حول العملية، فإن المعتقل الأول يبلغ من العمر 28 عاما، وأوقف في الناظور قرب جيب مليلية المحتل، وعاش في برشلونة 12 عاما، أما الثاني فألقي عليه القبض في مدينة وجدة.

وكان المعني بالأمر يقطن في بلدة ريبول الصغيرة في شمال شرق إسبانيا، والتي كان يعيش فيها كثيرون من أعضاء خلية برشلونة.

 




تابعونا على فيسبوك