إقبال ملفت للمغاربة على مكيفات الهواء رغم تحذيرات الباحثين

الصحراء المغربية
الجمعة 14 يوليوز 2017 - 13:15

رغم أن الحرارة في الدارالبيضاء لا تصل في أقصى معدلاتها إلى درجة القيض الذي تشهده عدد من المدن الداخلية، مثل مراكش وبني ملال وقلعة السراغنة، إلا أن مكيفات الهواء بجميع أنواعها تظل ضمن قائمة المشتريات التي تتصدر الحركة التجارية بالعاصمة الاقتصادية.

ففي المركز التجاري درب عمر، يتم كل يوم تسجيل أرقام مهمة في بيع هذه المكيفات، بمعدل يصل في بعض الأحيان إلى 15 وحَدة للمحل الواحد، من بين أزيد من 10 محلات متخصصة في بيع الأجهزة المنزلية.

هذا الإقبال غير المسبوق يجعل الطلب يفوق العرض في كثير من الأحيان، خصوصا مع تسجيل أي ارتفاع طفيف في درجات الحرارة، كما حدث في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المنصرم.

ويتفاوت ثمن المكيف الواحد بين 2000 و7000 درهم، حسب الجودة والحجم ومصدر الصنع.

وظلت ثقافة استعمال المكيفات الهوائية في المنازل في الدارالبيضاء في عداد الكماليات لسنين طويلة، بحكم موقع المدينة على الساحل الأطلسي ومناخها المعتدل طيلة السنة، إلا أن هذه الأجهزة الملطفة للجو أضحت اليوم ضرورة شبه ملحة في كل بيت، خصوصا مع عوامل الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة في الآونة الأخيرة.

وكان التقرير الوطني الثالث للمغرب المتعلق باتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، الذي قدمت نتائجه في الرباط، أفاد أنه من المتوقع أن تعرف المعدلات السنوية لدرجات الحرارة بالمغرب ارتفاعا بـ0.5 إلى 1 درجة مئوية في أفق سنة 2020، وبـ1 إلى 1.5 درجة مئوية في أفق 2050 و2080.

وتعد المكيفات الهوائية أكثر فعالية من المروحيات الكلاسيكية، لقدرتها على التبريد، لدرجة تشعرك أحيانا بانتعاشة فصل الربيع قبل حلوله إلا أن الأطباء يحذرون من الاستعمال المفرط لها، لأنها قد تتسبب في صداع الرأس والمفاصل وأمراض الحساسية. فقد كشفت دراسة أجريت عام 1997 بمركز لويزيانا الطبي بالولايات المتحدة الأمريكية أن الأشخاص الذين يعملون في مكاتب مكيفة الهواء أكثر عرضة للمعاناة من التهابات الجهاز التنفسي من نظرائهم الذين يعملون في مكاتب التهوية بشكل طبيعي.

وأكدت الدراسة نفسها أن عملية التكييف تدفع الإنسان لقلة الحركة والبقاء في أماكن مغلقة، ما يؤدي إلى ضبط حرارة الجسم على درجات منخفضة طوال الوقت، وهذا يمنع حرق الدهون الزائدة في الجسم.

ويبدو أن زبائن المكيفات الهوائية من الطبقات المتوسطة لا يولون اهتماما كبير لمثل هذه الدراسات، لأنهم، ببساطة، لا يستعملون إلا المروحيات العادية، التي لا يتعدى ثمنها 250 درهما، وهي "مكيفات" متنقلة وسهلة الاستعمال، ويمكن نقلها من زاوية لأخرى من البيت، حسب الرغبة أو الضرورة.




تابعونا على فيسبوك