تتواصل بالجهة الشرقية أوراش تنموية كبرى جرى تدشينها بمناسبة الزيارة الملكية للمنطقة خلال ربيع 2003.
وهي أوراش تندرج في إطار استراتيجية شاملة للتنمية تستهدف تشجيع الاستثمار وخلق المقاولات الصغرى والمتوسطة وتمكين الجهة ـ التي تبلغ مساحتها 82820 كلم مربع، أي ما يعادل 11.60٪ من مساحة التراب الوطني ـ من التجهيزات الأساسية وتشجيع المشاريع الاقتصادية الكبرى ذات الأولوية، بالإضافة إلى دعم برامج التربية والتكوين ووضع آليات خاصة للتمويل والمتابعة.
وتفيد وثيقة للمركز الجهوي للاستثمار بالجهة الشرقية، أن المشاريع التي انطلقت بالجهة تستهدف تنمية القطاعات الإنتاجية وتأهيل المراكز الحضرية والقروية بالمنطقة التي يتجاوز عدد سكانها المليونين، 60٪ منهم نساء.
ونظرا للمؤهلات السياحية التي تتوفر عليها الجهة وتنوعها، فقد حظيت الجهة بإطلاق مشروع سياحي كبير بالسعيدية تبلغ مساحته الإجمالية 713 هكتارا وبطاقة ايوائية تبلغ 27550 سريرا، 15742 منها بالفنادق و11808 داخل إقامات سياحية.
وقد رصد لإنجاز هذا المشروع السياحي الضخم الذي تتكلف بإنجازه شركة فاديسا الإسبانية مبلغ 8.9 ملايير درهم، سيمكن من خلق 48 ألف منصب شغل على مدى 6 سنوات التي سيستغرقها إنجازه.
كما تتوفرالجهة على مواقع سياحية ذات مؤهلات مهمة في مجال السياحة القروية تشكل فرصا للاستثمار وتطوير القطاع السياحي بالجهة، ومن بين المشاريع التي تهم تطوير النشاط الصناعي بالجهة في أفق خلق قطب صناعي، جرى وضع نواة قطب تنموي بالناظور يتكون من منطقة حرة بميناء الناظور وأخرى صناعية للتصديرخارج الميناء، حيث سيمكن من بناء عدد من المناطق الصناعية بكل من بركان وسلوان وزايو وتاوريرت، بالإضافة الى القطب التكنولوجي لبني خالد بوجدة والمنطقة الصناعية لجرادة وأخرى ببوعرفة.
وتمثل الصناعة الغذائية أحد أهم مجالات الاستثمار، بالنظر لوفرة الخضر والفواكه وصناعة الدواجن واللحوم وإنتاج الحليب بالجهة، وقد حدد المركز الجهوي للاستثمار بتعاون مع عدد من الشركاء أربع فروع للصناعة الغدائية ذات مردودية مهمة بالنسبة للمستثمرين، تهم قطاع التلفيف بإقليم بركان وقطاع الزيتون بتاوريرت وقطاع لحوم الأغنام والنباتات الطبية بمناطق جرادة وتاوريرت وفكيك.
وحسب المركز، فإن إقليم بركان مؤهل ليصبح قطبا فلاحيا في مجال تلفيف الحوامض على الصعيد الوطني، حيث يتوفر محليا على أزيد من 20 محطة موجهة نحو الأسواق الخارجي، تستفيد من يد عاملة مؤهلة يسهر على تكوينها المعهد العالي للتقنيات التطبيقية.
وتشغل الفلاحة أزيد من 43٪ من اليد العاملة، كما تعرف اليوم دينامية جديدة بفضل سياسة انسحاب الدولة من تدبير القطاع لفائدة الخواص، وبخصوص مشاريع تأهيل المدن، يفيد المركز الجهوي للاستثمار أن برامج الربط بالماء الشروب همت إنجاز 4 محطات للمعالجة ومد القنوات في اتجاه وجدة وتاوريرت وبناء محطة للضخ، ناهيك عن الجهود المتواصلة لكهربة 11 حيا بوجدة بغلاف مالي قدر بـ 4.3 ملايين درهم ومشروع لكهربة 121 قرية حدودية بأقاليم بركان وجرادة وفكيك وعمالة وجدة انكاد لفائدة 6648 منزلا، بكلفة 127 مليون درهم.
كما تشمل المشاريع الجديدة تزويد محطة السعيدية بالكهرباء بغلاف مالي بقيمة 90.41 مليون درهم 20٪ منه ستتحمله وزارة السياحة، ومن بين المشاريع المهيكلة الكبرى بالجهة، هناك أيضا مشروع محطة حرارية شمسية ببني مطهر سيكلف إنجازها استثمارا بقيمة 2.44 مليار درهم سيجري تمويلها من طرف البنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية والمكتب الوطني للكهرباء.
ولتطوير برامج الإسكان بالجهة، وتأهيل الأحياء الهامشية بالجهة الشرقية، حيث سيهم برنامج التدخل 97 حيا تقطنه أزيد من 25 ألف أسرة، ويمتد المشروع الى غاية 2007، حيث سيكلف غلافا ماليا إجماليا بقيمة 173 مليون درهم.